شركة “يوبي سوفت”: من قمة النجاح إلى البحث عن طوق نجاة
تعتبر شركة “يوبي سوفت” الفرنسية واحدة من أكبر شركات صناعة الألعاب في العالم، حيث تمتلك مجموعة من أكثر العناوين شهرة ونجاحًا مثل سلسلة “توم كلانسي” بإصداراتها المتنوعة، بالإضافة إلى ألعاب “برينس أوف بيرشا” و”أساسنز كريد”. ومع ذلك، كانت الأخبار الأخيرة حول بحث الشركة عن استحواذ من قبل جهة خارجية مثل “تينسينت” الصينية مفاجئة، خاصة في ظل انخفاض قيمتها السوقية بشكل حاد وتراجع مبيعات العديد من ألعابها. فكيف يمكن أن تتحول شركة كانت قيمتها السوقية تتجاوز 12 مليار دولار إلى مرحلة لا تتعدى قيمتها فيها 2 مليار دولار؟ وهل سيكون المستثمر الخارجي الحل لإنقاذها؟
نظرة إلى بدايات “يوبي سوفت”
تأسست “يوبي سوفت” في عام 1986 على يد الإخوة غيليموت، الذين بدأوا بتطوير البرمجيات وتوزيع ألعاب الفيديو في فرنسا وأوروبا. بفضل النجاح الكبير في هذا المجال، قرروا طرح الشركة في البورصة عام 1996، مما ساعد في جمع أكثر من 80 مليون دولار. بين عامي 1996 و1999، توسعت الشركة بشكل كبير عبر الاستحواذ على استوديوهات تطوير ألعاب مثل “غيم لوفت” و”ريد ستورم إنترتينمينت”، لتضع بذلك أسس نموها المستقبلي.
رحلة من التوسع والاحتفاظ بالسيطرة
خلال السنوات التالية، كانت “يوبي سوفت” في قلب سلسلة من الاستحواذات والتوسع، بما في ذلك إطلاق ألعاب حققت مبيعات ضخمة مثل “توم كلانسي” و”راي مان”، بالإضافة إلى إطلاق سلسلة “أساسنز كريد” في 2007، التي أصبحت واحدة من أنجح الألعاب في تاريخ الشركة. مع مرور الوقت، تزايدت محاولات الاستحواذ على الشركة، أبرزها من “إلكترونيك آرتس” و”فيفندي”، اللتين حاولتا شراء حصص كبيرة من أسهمها. ولكن في كل مرة، نجح الإخوة غيليموت في الحفاظ على السيطرة على الشركة.
تراجع حاد في القيمة السوقية
بين عامي 2007 و2018، كانت “يوبي سوفت” على مسار تصاعدي، حيث تخطت قيمتها 12 مليار دولار. لكن مع بداية عام 2018، بدأت الشركة تشهد تراجعًا ملحوظًا في قيمتها السوقية، ليصل الانخفاض إلى أقل من 2 مليار دولار في الوقت الحالي. هذا التراجع يواكبه إخفاقات في جذب الجمهور لبعض الألعاب، بالإضافة إلى ردود فعل سلبية على بعض الإصدارات مثل “أساسنز كريد أوديسي”، التي تسببت في موجة استياء بين اللاعبين.
الأزمات الداخلية والفضائح
لم تقتصر التحديات التي واجهتها “يوبي سوفت” على الأداء المالي فقط، بل شملت أيضًا أزمات داخلية، منها دعوى قضائية في 2020 تتعلق بالتحرش الجنسي وبيئة العمل السيئة، مما زاد من الجدل حول سمعة الشركة. كما أثارت بعض قرارات الإدارة موجة من الانتقادات، مثل إدخال الرموز غير القابلة للاسترداد (NFT) في الألعاب.
البحث عن استثمار جديد
في سبتمبر 2023، أعلنت “يوبي سوفت” عن خطط لإعادة هيكلة مجلس إدارتها وفتح تحقيق داخلي لمعالجة الأزمات التي مرت بها الشركة. وفي الوقت نفسه، ظهرت تقارير صحفية تفيد بأن “تينسينت” قد تكون مهتمة بالاستحواذ على الشركة، خصوصًا أن “تينسينت” تمتلك حاليًا 10% من أسهم “يوبي سوفت”.
قد يبدو أن الإخوة غيليموت، الذين حافظوا على السيطرة العائلية على الشركة لفترة طويلة، أمام مفترق طرق. فمع تدهور القيمة السوقية للشركة إلى 1.9 مليار دولار، قد يصبح الاستحواذ من قبل مستثمر خارجي هو الحل الوحيد لإنقاذ “يوبي سوفت” من أزماتها المالية والإدارية.