سايمون جونسون: ضرورة تقنين سلطة الشركات التكنولوجية الكبرى لتعزيز المصلحة العامة وحماية الديمقراطية
قال الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2024، سايمون جونسون، أستاذ معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، إن منح قادة الشركات التكنولوجية الكبرى سلطة اتخاذ قرارات حاسمة بشأن المستقبل قد يضر بالمصلحة العامة. وأشار جونسون في مقابلة مع وكالة فرانس برس إلى أهمية استفادة الأفراد الأقل كفاءة من الذكاء الاصطناعي، محذرًا من مخاطر الأتمتة التي قد تؤدي إلى استبعاد العمال.
في حديثه عن التحديات التي يواجهها الاقتصاد العالمي، أكد جونسون أن السبب الرئيسي لظهور الحركات الشعبوية في الغرب هو شعور قطاعات واسعة من السكان بالاستبعاد من فوائد النمو. وقال إن هذا الشعور موجود حتى في المناطق المزدهرة، وأنه يجب معالجة هذه القضية عبر توفير وظائف عالية الجودة تضمن تحسين مستويات الدخل وظروف العمل.
وأشار إلى أن التطور التكنولوجي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، يجب أن يساهم في تحسين حياة العمال الأقل كفاءة وزيادة رواتبهم، لا أن يؤدي إلى أتمتة مفرطة تتسبب في استبدال العمال بالآلات. ولفت جونسون إلى أن الذكاء الاصطناعي يستفيد بشكل رئيسي من قبل الشركات التكنولوجية الكبرى، محذرًا من تركهم يسيطرون على الابتكار واستخدامه بما يتماشى مع مصالحهم الخاصة، بدلاً من مصلحة المجتمع.
وفيما يخص الشركات الكبرى مثل “ميتا” و”ألفابت”، التي تعتمد نماذجها الاقتصادية على الإعلانات الرقمية، حذر جونسون من تأثيراتها السلبية على الصحة النفسية، خاصة لدى الأطفال. واقترح فرض ضرائب مرتفعة على الإعلانات الرقمية التي تدر إيرادات ضخمة، مع تخصيص جزء من هذه الأموال لدعم الصحة النفسية.
اختتم جونسون حديثه بضرورة إعادة التفكير في النموذج الاقتصادي لهذه الشركات الكبرى وتوجيهه نحو اعتماد أقل على الإعلانات الرقمية، بهدف تعزيز الديمقراطية وتحقيق منافع أوسع للمجتمع.