اقتصاد

روسيا توقف إمدادات الغاز إلى النمسا وسط تصاعد التوترات مع الاتحاد الأوروبي

واصلت شركة غازبروم الروسية العملاقة في إنتاج الغاز ضخ كميات منتظمة من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا يوم السبت، رغم توقف الإمدادات إلى شركة “أو.إم.في” النمساوية بعد ساعات من إعلان فيينا بأن روسيا أبلغتها بقطع التدفقات.

تواجه روسيا فقدان عملائها الأوروبيين تقريبًا في ظل محاولات الاتحاد الأوروبي تقليل الاعتماد على موسكو، بالإضافة إلى تفجيرات استهدفت خطي أنابيب نورد ستريم التي تنقل الغاز إلى ألمانيا في عام 2022. وكانت روسيا، قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، أكبر مورد للغاز الطبيعي إلى أوروبا.

وأعلنت شركة غازبروم أنها ستقوم بإرسال 42.4 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا يوم السبت، وهو نفس مستوى الإمدادات التي تم إرسالها يوم الجمعة. ومع ذلك، سجلت روسيا تدفقات ضعيفة مقارنة بالذروة التي بلغتها في 2018 و2019، حيث أرسلت نحو 15 مليار متر مكعب في عام 2023، ما يمثل 8% فقط من مستوياتها السابقة.

وفيما يتعلق بقطع الإمدادات إلى النمسا، قالت فيينا يوم الجمعة إن روسيا أبلغتها بوقف تدفقات الغاز اعتبارًا من يوم السبت، وذلك عقب صدور قرار تحكيمي لصالح شركة “أو.إم.في”، أكبر مزود للطاقة في النمسا، بسبب إخفاق غازبروم في الوفاء بإمداداتها لوحدة الشركة في ألمانيا. حكمت المحكمة لصالح “أو.إم.في” بمنحها تعويضًا قدره 230 مليون يورو عن المشكلات المتعلقة بالإمدادات السابقة.

أوضحت هيئة تنظيم الطاقة في النمسا (إي-كونترول) أن إمدادات غازبروم إلى “أو.إم.في” توقفت في الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش، ما يعني نهاية حوالي 6 عقود من الاعتماد النمساوي الكبير على الغاز الروسي. عادةً ما تتلقى “أو.إم.في” نحو 40% من تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا، ما يعادل نحو 17 مليون متر مكعب يوميًا.

من جانبها، أكدت وزيرة البيئة والطاقة النمساوية، ليونور غيفيسلر، على منصة “إكس” أن روسيا تستخدم الطاقة كأداة ضغط، لكنها أشارت إلى أن النمسا كانت قد استعدت لهذا الموقف، حيث يتم تأمين الإمدادات عبر خزانات ممتلئة وخطوط أنابيب من إيطاليا وألمانيا. كما أضاف المستشار النمساوي، كارل نيهامر، أن البلاد اتخذت التدابير اللازمة لضمان عدم تأثر المواطنين، قائلاً: “لن يشعر أحد بالبرد في الشتاء”.

وفي سياق متصل، ذكر رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، في تصريحات يوم الجمعة أنه يجب على الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في العقوبات المفروضة على روسيا، مشيرًا إلى أن تلك العقوبات تسهم في ارتفاع أسعار الطاقة وتعرقل القدرة التنافسية للاتحاد.

زر الذهاب إلى الأعلى