رهاب الطعام: اضطراب نفسي يتجاوز مجرد عدم الرغبة في تناول طعام معين


قد يبدو أن رهاب الطعام يعني ببساطة رفض تناول نوع معين من الأطعمة، ولكن الأمر أعمق بكثير. فرهاب الطعام، المعروف علميًا باسم “رهاب السيتوبوبيا”، هو حالة نفسية تتمثل في الخوف المستمر من الطعام.
أصل المصطلح
مصطلح “رهاب الطعام” مشتق من الكلمة اليونانية Sitos التي تعني “خبزًا” أو الكلمة اللاتينية Cibo التي تعني “طعامًا”، إلى جانب كلمة Phobos التي تعني “خوفًا”.
مظاهر رهاب الطعام
الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب يشعرون بقلق متزايد بشأن طريقة إعداد الطعام، الجهة التي قامت بتحضيره، أو احتمال احتوائه على مواد سامة. يقول كريستوفر بول جونز، المتخصص في علاج الرهاب ومؤلف كتاب “واجه مخاوفك: 7 خطوات للتغلب على الرهاب والقلق”:
“رهاب الطعام هو خوف شديد أو قلق مرتبط بأطعمة معينة. قد ينشأ هذا الخوف من رؤية الطعام، شم رائحته، أو حتى التفكير فيه.”
أسباب وعوامل الإصابة
وفقًا لجونز، غالبًا ما يكون رهاب الطعام نتيجة لتجارب سلبية مبكرة، مثل:
- الاختناق أثناء تناول الطعام.
- ردود فعل تحسسية.
- صدمات عاطفية، كالإجبار على تناول طعام معين في الطفولة والشعور بالمرض بعده.
إذا لم تُعالج هذه المخاوف، قد تتفاقم بمرور الوقت، مما يؤدي إلى نظام غذائي مقيد بشدة يؤثر على الصحة الجسدية والنفسية.
رأي الخبراء
فيليكس إيكونوماكيس، خبير رهاب الطعام ومدير عيادة متخصصة بلندن، يوضح في تصريح لصحيفة الإندبندنت:
“عندما يعتقد الدماغ أن الطعام يشكل خطرًا، فمن الطبيعي أن يتجنبه، لكنه يدرك في الوقت نفسه حاجته للطعام للبقاء، لذا يختار ما يعتبره الأكثر أمانًا.”
التمييز بين رهاب الطعام واضطرابات الأكل الأخرى
رهاب الطعام يُخطئ البعض في اعتباره فقدان الشهية، لكنه في الواقع يعكس انعدام الثقة بالطعام، وليس الرغبة في تقليل الوزن. المصابون به قد يشعرون بخوف شديد يصل إلى الارتجاف عند مواجهة أطعمة معينة، تمامًا كما يحدث مع من يعاني من رهاب العناكب.
العلاج والتدخلات
تشير كيري جونز، المعالجة النفسية، إلى أن رهاب الطعام يظهر بشكل شائع في اضطراب تناول الطعام التجنبي/المقيد، الذي يتسم بتجنب أنواع معينة من الأطعمة لأسباب غير متعلقة بالوزن أو صورة الجسم.
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية باستخدام تقنيات علاجية مثل:
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): لمواجهة الأفكار السلبية المرتبطة بالطعام.
- التسلسل الغذائي: حيث يتم تقديم أطعمة مشابهة لتلك التي يتناولها المصاب بالفعل، سواء من حيث الطعم أو اللون أو الملمس، لتعزيز تقبل الأطعمة الجديدة.
- العلاج بالتعرض: لتعريض الشخص تدريجيًا لمخاوفه المتعلقة بالطعام.
انتشار الحالة
رغم أن رهاب الطعام أقل شيوعًا مقارنة باضطرابات الأكل الأخرى، مثل فقدان الشهية أو الشره المرضي، فإنه يؤثر على عدد كبير من الأشخاص حول العالم ويحتاج إلى تدخل متخصص لمعالجته بفعالية.