الأخبار الدولية

رحلة باكستان نحو القنبلة النووية: التحديات، المؤامرات، والإنجازات التاريخية

في أوائل الثمانينيات، صدم العالم بالهجوم الإسرائيلي على المفاعل النووي العراقي، مما أدى إلى تدمير المشروع بشكل كامل وإعادته إلى نقطة البداية بعد سنوات من العمل. واليوم، تواجه إيران تهديدات مشابهة لبرنامجها النووي، ما يزيد التوتر في المنطقة. وفي المقابل، نجا البرنامج النووي الباكستاني من الهجمات الإسرائيلية، رغم محاولات الاقتراب من مفاعل “كاهوتا” القريب من الحدود الهندية، ما أثار تساؤلات حول كيفية نجاح باكستان في حماية مشروعها السري.

البدايات النووية لباكستان

بدأ اهتمام باكستان بالمعرفة النووية عام 1948، بعد استقلالها بعام واحد، بدعوة من رئيس الوزراء لياقت علي خان لعلماء باكستانيين للعمل على تأسيس بنية تحتية علمية. ومن بين هؤلاء العلماء كان رافي محمد شودري، الذي أسس مختبر التوتر العالي عام 1952. في 1956، تأسست الهيئة الباكستانية للطاقة الذرية (PAEC) بقيادة نذير أحمد، رغم أن تطوير المفاعل النووي تأخر بسبب رفض الحكومة العسكرية.

مشروع 706: السعي نحو القنبلة النووية

بعد الحرب الباكستانية-الهندية عام 1971، أطلق رئيس الوزراء ذو الفقار علي بوتو مشروعًا سريًا لتطوير الأسلحة النووية، عُرف بمشروع 706. قاد المشروع علماء بارزون مثل منير أحمد خان وعبد القدير خان، ونجحوا في إجراء أول اختبار نووي بارد عام 1983.

هذا الجهد السري شُبّه بمشروع “مانهاتن” الأميركي لتطوير القنبلة النووية، لما شهده من تطور علمي وتخطيط استراتيجي.

حرب المخابرات والحماية المشددة

كانت منشآت باكستان النووية تحت حراسة مشددة وسرية مطلقة. تمكنت الاستخبارات الباكستانية من إحباط عدة محاولات تجسس، بما في ذلك عملية اعتقال جواسيس أميركيين وسوفيات. كما كشفت محاولة فرنسية للتجسس قرب منشأة “كاهوتا” النووية.

في تلك الفترة، كان العالم يترقب خططًا مشتركة بين الهند وإسرائيل لضرب المنشآت الباكستانية، كما حدث مع المفاعل النووي العراقي. لكن يقظة القوات الجوية الباكستانية حالت دون تنفيذ الهجمات، وخصوصًا خطة إسرائيلية-هندية عام 1982.

التجارب النووية والمواجهة الإقليمية

رغم المحاولات المستمرة لعرقلة البرنامج الباكستاني، أعلنت باكستان عن أول اختبار نووي لها في 28 مايو 1998، بعد ضغط شعبي واستفزازات هندية بإجراء تجارب نووية في الشهر ذاته.

اليوم، يُعتبر البرنامج النووي الباكستاني من أكثر البرامج تطورًا في المنطقة، ويمثل رمزًا للإرادة الوطنية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى