دراسة جديدة تكشف عن تعرض البشر لمواد كيميائية خطيرة من تغليف الأغذية
كشف علماء في دراسة جديدة عن تعرض البشر لمواد كيميائية موجودة في تغليف الأغذية.
تظهر الدراسة أن هذه المواد الكيميائية، المستخدمة في تغليف الطعام وغيرها من الأدوات التي تتلامس مع الغذاء، قد وُجدت في عينات من سوائل الجسم البشري، بما في ذلك البول والدم وحليب الأم.
تكون الفريق البحثي من باحثين من مؤسسة منتدى تغليف الأغذية في سويسرا، بالتعاون مع باحثين من كلية لندن الجامعية وجامعة ولاية واين في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى قسم علوم النظم البيئية في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا.
وسلط الباحثون الضوء على الفجوات الكبيرة في البيانات المتعلقة برصد هذه المواد وتأثيراتها على صحة الإنسان. وقد نُشرت الدراسة في 17 سبتمبر/أيلول الجاري في مجلة علوم التعرض والوبائيات البيئية.
منهجية البحث ونتائج الدراسة
من خلال منهجية منظمة، فحص المؤلفون أكثر من 14 ألف مادة كيميائية معروفة بتلامسها مع الغذاء، مستندين إلى بيانات من خمسة برامج لرصد المواد الكيميائية، وثلاث قواعد بيانات، إضافة إلى مجموعة من الأبحاث المنشورة. ونتيجة لذلك، تم الكشف عن أدلة تشير إلى أن 3601 مادة تصل إلى جسم الإنسان.
أكدت الدكتورة بيرغيت غيوكي من مؤسسة منتدى تغليف الأغذية في سويسرا، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، على أهمية هذا العمل، قائلة: “أبحاثنا تربط بين المواد الكيميائية التي تلامس الغذاء والتعرض البشري والصحة. كما تسلط الضوء على المواد الكيميائية التي تم تجاهلها في دراسات الرصد الحيوي، وتقدم فرصة مهمة للوقاية وحماية الصحة”.
المواد الكيميائية ومخاطرها
تم اكتشاف مجموعات من المواد الكيميائية، مثل البيسفينولات والفثالات والمعادن والمركبات العضوية المتطايرة، بشكل واسع في عينات من أجسام البشر. وقد ارتبطت العديد من هذه المواد بخواص خطيرة وتهديدات صحية للإنسان.
وعبرت الدكتورة جين مونك، من مؤسسة منتدى تغليف الأغذية في سويسرا، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، عن قلقها بشأن هذا التعرض الواسع، مشيرة إلى أن “هذا العمل يسلط الضوء على حقيقة أن مواد تلامس الغذاء ليست آمنة تمامًا، على الرغم من أنها قد تمتثل للوائح، لأنها تنقل مواد كيميائية معروفة بخطورتها إلى البشر. نأمل أن تُستخدم هذه القاعدة الجديدة من الأدلة لتحسين سلامة مواد تلامس الغذاء، سواء من حيث اللوائح أو في تطوير بدائل أكثر أمانًا”.
كما أكدت الدراسة على أن المخاطر المحتملة للعديد من المواد الكيميائية لم تُحقق فيها بشكل كافٍ. وعلى الرغم من أن تغليف الطعام ليس المصدر الوحيد للتعرض للمواد الكيميائية، فإن هذه الدراسة ستساهم في تحسين فهم الدور الذي تلعبه المواد التي تلامس الغذاء في انتقال المواد الكيميائية إلى البشر.
الحاجة لمزيد من البحث
يُحتمل أن يكون العدد الفعلي للمواد الكيميائية التي تلامس الغذاء وتنتقل إلى البشر أعلى مما تم اكتشافه حاليًا، حيث إن مجموعة صغيرة فقط من هذه المواد تم البحث فيها بالتفصيل.
أكد البروفيسور مارتن شيرينغر، المؤلف المشارك من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، على الحاجة الماسة لمعالجة هذه القضية، قائلًا: “هناك العديد من المواد الكيميائية الخطيرة المستخدمة في مواد تلامس الغذاء، وهي لا تبقى هناك فقط، بل تصل بعضها إلى الجسم البشري. هذا أمر مقلق، وهناك حاجة واضحة إلى مواد تلامس غذاء أكثر أمانًا وبساطة”.
كما صرحت أولوين مارتن من كلية جامعة لندن، والمؤلفة المشاركة في الدراسة، قائلة: “كنا نعلم بالفعل أن المواد الكيميائية الإشكالية في تغليف المواد الغذائية لا تقتصر على المواد المعروفة جيدًا مثل البيسفينول والفثالات، لكننا فوجئنا بالعدد الكبير من المواد الكيميائية التي تلامس الغذاء والتي توجد بعض الأدلة على تعرض البشر لها. وهذا يوضح أنه يجب إجراء المزيد من الأبحاث بشأن سمية هذه المواد والتعرض لها، بالإضافة إلى تحسين اللوائح المتعلقة باستخدامها في تغليف المواد الغذائية”.