دراسة جديدة تكشف تأثيرات الصيام المتقطع على تجدد خلايا الأمعاء
أظهرت دراسة حديثة أن الصيام المتقطع يعزز قدرة الخلايا الجذعية في الأمعاء على التجدد، حيث يبدأ هذا التأثير بالظهور عند العودة إلى تناول الطعام بعد فترة الصيام. ومع ذلك، حذرت الدراسة من أن هذا التجدد قد يحمل جانبًا سلبيًا، إذ يمكن أن تؤدي الطفرات السرطانية التي تحدث أثناء هذه الفترة إلى تطور أورام معوية في مراحلها المبكرة.
فوائد وتجدد
تُظهر الأبحاث أن الصيام المتقطع والحميات الغذائية منخفضة السعرات لهما العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تأخير ظهور الأمراض المرتبطة بالعمر وزيادة العمر المتوقع لدى البشر والعديد من الكائنات الحية الأخرى. وقد أكدت دراسات سابقة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن الصيام يعزز القدرات التجديدية لخلايا الأمعاء الجذعية، مما يساعد الأمعاء على التعافي من الإصابات أو الالتهابات.
وفقًا لعمر يلماز، الأستاذ المشارك في علم الأحياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن زيادة نشاط الخلايا الجذعية يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية في تجديد الأنسجة، ولكن الإفراط في هذا النشاط قد يكون له عواقب سلبية على المدى الطويل. ويشير يلماز إلى الحاجة لمزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كانت لهذه النتائج تأثيرات مماثلة على البشر.
آلية التحفيز
كشفت الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة “نيتشر” في 21 أغسطس، أن تجدد الخلايا الجذعية يتباطأ أثناء الصيام، لكنه يزداد بشكل كبير عند العودة لتناول الطعام. وأظهرت الدراسة، التي أجريت على ثلاث مجموعات من الفئران، أن قدرة الخلايا الجذعية على التكاثر تكون في أعلى مستوياتها بعد فترة 24 ساعة من إعادة التغذية.
ويوضح الباحثون أن حالة الصيام تُمكن الخلايا من استخدام الدهون كمصدر للطاقة، مما يساعدها على البقاء، في حين أن فترة إعادة التغذية تحفز الخلايا الجذعية على تنشيط برامج تعيد بناء بطانة الأمعاء.
تحذيرات من الجانب المظلم
بالرغم من الفوائد التجديدية للصيام، أظهر الباحثون أن الخلايا الجذعية، عندما تكون في حالة تجديد عالية، تصبح أكثر عرضة للتحول إلى خلايا سرطانية. ففي الدراسة، كانت الفئران التي تعرضت لطفرات سرطانية خلال فترة إعادة التغذية أكثر عرضة لتطوير الأورام.
ويحذر يلماز من أن الفوائد التجديدية للصيام قد تتحول إلى مخاطر إذا تعرض الجسم لمواد مسببة للطفرات، مثل الأطعمة المحترقة، بعد العودة للطعام، مما يزيد من فرص تطوير آفات قد تتحول إلى سرطان.
وأشار إلى أن الفوائد التجديدية للصيام قد تكون ذات أهمية كبيرة للأشخاص الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي، الذي يمكن أن يتسبب في تلف بطانة الأمعاء أو إصابات أخرى فيها.