دراسة جديدة تكشف: السمنة في الطفولة تزيد من خطر الإصابة بالأمراض الجلدية المرتبطة بالجهاز المناعي
أظهرت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية الشائعة المرتبطة بالجهاز المناعي، مثل الإكزيما والصدفية، مقارنة بالأطفال ذوي الوزن الطبيعي. وقد أُجريت الدراسة على أكثر من مليوني طفل، وحققت في العلاقة بين التغيرات في الوزن وتطور هذه الأمراض الجلدية.
في السنوات الأخيرة، شهدت معدلات السمنة في مرحلة الطفولة ارتفاعًا ملحوظًا، مما جعلها أزمة صحية عامة تتفاقم بسبب تأثيرات الوباء والإغلاقات الوطنية. ورغم ذلك، تبقى الآليات الدقيقة التي تربط السمنة بتطور الأمراض الجلدية الالتهابية المزمنة مثل الصدفية والإكزيما وسرطان الجلد غير واضحة.
تشير الأبحاث إلى أن السمنة في مرحلة الطفولة قد تساهم في تطور الأمراض الجلدية المرتبطة بالجهاز المناعي، مثل داء الثعلبة والإكزيما والصدفية. ومن المحتمل أن يساعد الحفاظ على وزن صحي في تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض.
تؤثر الأمراض الجلدية المرتبطة بالجهاز المناعي سلبًا على جودة حياة الأطفال، بما في ذلك صحتهم العاطفية والجسدية والاجتماعية والوظيفية، وكذلك على حياة أسرهم. ورغم أن العديد من الأدوية البيولوجية أثبتت فعاليتها في علاج الأطفال المصابين بالإكزيما أو الصدفية، إلا أن قلة الخيارات العلاجية وندرة التجارب على الأطفال للعلاج النظامي تظل تمثل تحديات كبيرة.
في تصريحات للدكتور هيونسون بارك، الباحث المشارك في الدراسة من قسم الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة سول الوطنية، قال: “فريقنا البحثي مهتم للغاية بدراسة العلاقة بين الجلد والأمعاء، ونعتقد أن عوامل مثل النظام الغذائي والسمنة وأنماط الحياة الأخرى يمكن أن تؤثر على بيئة الأمعاء، مما يساهم في تطور الأمراض الجلدية المرتبطة بالجهاز المناعي. نحن نعمل على فهم كيفية ارتباط هذه العوامل، وتعتبر أبحاثنا خطوة نحو تحقيق هذا الفهم. لقد استخدمنا بيانات من قاعدة بيانات وطنية في كوريا تشمل جميع الأطفال تقريبًا في البلاد، وكان هدفنا معرفة كيفية تأثير وزن الطفل والتغيرات في وزنه على تطور داء الثعلبة والإكزيما والصدفية.”
وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة “الأمراض الجلدية الاستقصائية” في أغسطس/آب الحالي، حيث شملت تحليل بيانات 2,161,900 طفل كوري من عام 2009 إلى 2020، للتحقق من العلاقة بين السمنة والتغيرات الديناميكية في الوزن وتطور الأمراض الجلدية المرتبطة بالجهاز المناعي.
كشفت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون من السمنة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية الشائعة المرتبطة بالجهاز المناعي مقارنة بأقرانهم ذوي الوزن الطبيعي. ومن بين الأمراض الثلاثة الأكثر شيوعًا، أظهرت الإكزيما الاتجاه الأكثر وضوحًا، حيث كان الأطفال الذين اكتسبوا وزنًا من الطبيعي إلى زيادة الوزن أكثر عرضة للإصابة بالإكزيما، مقارنة بالأطفال الذين حافظوا على وزنهم الطبيعي. في حين أن الأطفال الذين فقدوا الوزن من زيادة الوزن إلى الوزن الطبيعي كانوا أقل عرضة للإصابة بالإكزيما.
أوضح الدكتور سونغ ري كيم، الباحث المشارك في الدراسة من قسم الأمراض الجلدية بجامعة سول الوطنية، قائلاً: “على الرغم من أن العديد من الدراسات تناولت العلاقة بين السمنة والأمراض الجلدية المرتبطة بالجهاز المناعي، إلا أن معظمها كانت تركز على بيانات من نقطة زمنية واحدة أو مقارنة بين مجموعات تعاني من السمنة وأخرى لا تعاني منها. وقد كان عدد قليل من الدراسات يتبع الأطفال لفترات طويلة لدراسة تأثير الوزن على تطور هذه الأمراض الجلدية. لذلك، ما زلنا غير متأكدين مما إذا كانت السمنة أو زيادة الوزن تسبب الإكزيما والصدفية أم أن العكس هو الصحيح. كما لم تبحث الدراسات حتى الآن في تأثير الوزن على داء الثعلبة أو كيف تؤثر التغيرات الديناميكية في وزن الطفل على تطور الأمراض الجلدية الشائعة المرتبطة بالجهاز المناعي.”