الصحة

دراسة جديدة تحذر من مخاطر دواء ألزهايمر “دونانيماب”: نزيف دماغي لدى ثلث المرضى

كشفت دراسة حديثة أن دواء “دونانيماب” (Donanemab)، أحدث العلاجات الموجهة لمرض ألزهايمر، قد يتسبب في نزيف دماغي خطير لدى ما يصل إلى ثلث المرضى الذين يتناولونه، مما يثير مخاوف جديدة بشأن سلامة هذا النوع من الأدوية.

الدواء، الذي تسوقه شركة “إيلي ليلي” في الولايات المتحدة تحت اسم “كيسونلا” (Kisunla)، حصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) في الثاني من يوليو/تموز الماضي، ويُصنّف ضمن جيل جديد من علاجات ألزهايمر التي أُشيد بها عالميًا باعتبارها “علاجات رائدة” يُعتقد أنها تُبطئ تطور المرض.

يعتمد هذا النوع من الأدوية على أجسام مضادة تستهدف بروتين “بيتا أميلويد” المرتبط نظريًا بتطور المرض، غير أن جميع هذه العلاجات تشترك في آثارها الجانبية الخطيرة إلى جانب فوائدها المتواضعة.

نتائج مقلقة من دراسة الشركة المنتجة

بحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، أكدت الدراسة التي أجرتها شركة “إيلي ليلي” نفسها وجود مخاطر مميتة مرتبطة بالدواء، إذ أوضحت أن من بين 3 آلاف مريض خضعوا للعلاج على مدار ثلاث سنوات، تضاعف خطر الإصابة بحالة تُعرف باسم “تشوهات التصوير المرتبطة بالأميلويد” (ARIA) – وهي حالة تؤدي إلى التهابات وتورم ونزيف في الأوعية الدموية بالدماغ.

وتُظهر النتائج أن الأعراض الأخطر لهذه الحالة بدأت في الظهور خلال الأشهر الثلاثة الأولى من بدء العلاج، خاصة لدى المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 60 و85 عامًا، وجميعهم في المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر.

رفض في بريطانيا رغم الموافقة التنظيمية

ورغم حصول “دونانيماب” في أكتوبر/تشرين الأول على موافقة هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة (MHRA)، قررت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) حظر استخدامه إلى جانب دواء مشابه يُدعى “ليكانيماب” (Lecanemab)، مرجعة ذلك إلى أن الفوائد العلاجية لكليهما “ضئيلة للغاية” مقارنة بتكاليفهما الباهظة على النظام الصحي.

ومع ذلك، بدأت بعض العيادات الخاصة في العاصمة لندن بالفعل بتوفير الدواء للمرضى، حيث وصل سعر العلاج السنوي إلى 60 ألف جنيه إسترليني (نحو 77 ألف دولار)، وقد بدأت أولى الجرعات تُعطى في يناير/كانون الثاني من العام الجاري.

تساؤلات حول تضارب المصالح

في تصريح لمجلة BMJ الطبية، انتقد البروفيسور جورج بيري، رئيس تحرير Journal of Alzheimer’s Disease، فعالية هذه الفئة من الأدوية، قائلًا إن علاجات مثل “أدوكانوماب” و”ليكانيماب” و”دونانيماب” أظهرت “تباطؤًا غير ملحوظ في تطور الخرف، مقابل آثار جانبية شديدة قد تصل إلى الوفاة”.

وأثارت الدراسة أيضًا تساؤلات حول تضارب محتمل في المصالح، إذ كشفت المجلة أن ثلاثة أعضاء من اللجنة الاستشارية لإدارة الغذاء والدواء الأميركية – الذين أوصوا بالموافقة على استخدام “دونانيماب” – تلقوا مدفوعات مالية أو تمويلًا بحثيًا مباشرًا من شركة “إيلي ليلي”، ما يثير الشكوك حول شفافية عملية الترخيص.

خلاصة

على الرغم من الآمال الكبيرة التي عُقدت على دواء “دونانيماب” في محاربة ألزهايمر، فإن نتائجه السريرية ومخاطره الجانبية تدعو إلى التروي، وإلى دراسة متأنية لموازنة الفوائد مقابل الأضرار. وبينما تسارع بعض العيادات الخاصة إلى توفير الدواء، تبقى الهيئات الصحية الرسمية أكثر حذرًا، بانتظار المزيد من البيانات والتقييمات المستقلة.

زر الذهاب إلى الأعلى