دراسة تحذر من تأثير الأطعمة فائقة المعالجة على التحكم في مستويات سكر الدم لمرضى السكري من النوع الثاني
حذر علماء من قسم علوم التغذية في جامعة تكساس الأمريكية في دراسة جديدة من أن تناول الأطعمة فائقة المعالجة قد يشكل خطرًا على الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني. وتشير الدراسة، التي نُشرت في 8 أكتوبر 2024 في مجلة أكاديمية التغذية وعلم التغذية، إلى أن استهلاك الأطعمة المعبأة بشكل مفرط والمصنعة مثل المشروبات الغازية الخاصة بالحمية والبسكويت، يرتبط بارتفاع مستويات سكر الدم (الغلوكوز) لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
تُظهر العديد من الدراسات أن الإفراط في تناول الأطعمة المعالجة يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية المتزايدة، مثل أمراض القلب والسمنة واضطرابات النوم والقلق والاكتئاب والموت المبكر. وعادةً ما تُصنف الأطعمة وفقًا لمستوى معالجتها باستخدام تصنيف “نوفا (Nova)” الذي ينقسم إلى أربع مجموعات:
- الأطعمة غير المعالجة أو المعالجة بشكل بسيط مثل البيض، الحليب، والفواكه.
- المكونات الغذائية المعالجة مثل الملح، الزبدة، والزيت.
- الأطعمة المعالجة مثل الأسماك المعلبة والجبن.
- الأطعمة فائقة المعالجة مثل الوجبات الجاهزة أو المأكولات الخفيفة والحلويات.
ترتبط الدراسة بشكل مباشر بين العادات الغذائية والتحكم في مستويات سكر الدم لدى مرضى السكري من النوع الثاني، وهو نوع من مرض السكري الذي يحدث نتيجة مقاومة خلايا الجسم للإنسولين أو عدم كفاية كمية الإنسولين المنتج في البنكرياس، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى سكر الدم.
وبحسب الدراسة، فإن تناول الأطعمة المحتوية على مواد مضافة يساهم في ارتفاع متوسط مستويات السكر في الدم على مدى عدة أشهر، مما يُعرف بـ”سكر الدم التراكمي”. وفي هذا السياق، قالت ماريسا بيرجماستر، من قسم علوم التغذية في جامعة تكساس والمؤلفة المشاركة في الدراسة: “كلما زاد تناول الأطعمة المصنعة في النظام الغذائي، كانت السيطرة على مستويات السكر في الدم أسوأ. أما عند تناول كميات أكبر من الأطعمة غير المعالجة، كان ضبط السكر أفضل”.
شملت الدراسة 275 من البالغين الأمريكيين المصابين بالسكري من النوع الثاني في مدينة أوستن، حيث تم تحليل سجلاتهم الغذائية وعينات دم لقياس مستويات سكر الدم التراكمي. ووجدت الدراسة أن المشاركين الذين تناولوا كميات أكبر من الأطعمة غير المعالجة أو الأطعمة المعالجة بشكل طفيف كانت لديهم سيطرة أفضل على مستويات سكر الدم. كما أظهرت أن المشاركين الذين كانت الأطعمة المصنعة تمثل أقل من 20% من نظامهم الغذائي كان لديهم تحكم أفضل في مستوى السكر.
تحتوي الأطعمة المصنعة عادة على مستويات عالية من السكر والصوديوم، لكن العلماء يشتبهون في أن التأثيرات الضارة قد لا تقتصر على هذين العنصرين فقط. فقد أشاروا إلى أن المنكهات الصناعية، الألوان المضافة، المستحلبات، والمحليات الصناعية قد تكون جزءًا من الأسباب التي تساهم في هذه التأثيرات السلبية.
وتدعو الدراسة إلى تطوير إرشادات غذائية جديدة تركز بشكل أكبر على تأثير الأطعمة فائقة المعالجة، حيث أكد العلماء أن البحث المستقبلي يجب أن يستكشف ما إذا كانت هناك علاقة سببية بين معالجة الطعام وارتفاع السكر التراكمي، إضافة إلى فحص الآليات التي قد تؤثر بها الأطعمة المصنعة على التحكم في مستوى السكر في الدم.