جنرال باكستاني.. طوفان الأقصى معجزة عسكرية وإسرائيل تتجرع الهزيمة
قال الجنرال المتقاعد نعيم خالد لودهي، وزير الدفاع الباكستاني السابق، إن العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، المعروفة بـ “معركة طوفان الأقصى”، تمثل إنجازاً عسكرياً استثنائياً.
وأكد لودهي في مقابلة أن عشرات المقاتلين الفلسطينيين من قطاع غزة تمكنوا من شن هجوم على ثكنات عسكرية تابعة لجيش إسرائيلي كبير، محصنة بأحدث التقنيات والتدابير الأمنية، بما في ذلك السياج الإلكتروني والأسلاك الشائكة والجدران العالية.
وأضاف لودهي أن التقارير العسكرية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي كان في حالة تأهب دائم، مع إجراء تدريبات ومناورات مكثفة، إضافة إلى تحديث تجهيزاته بأحدث الأسلحة والتقنيات الأمنية.
ومع ذلك، استطاع المقاتلون الفلسطينيون خلال عملية “طوفان الأقصى” اختراق هذه الإجراءات الأمنية وتكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، حيث قتل العديد وتمكنوا من السيطرة على الثكنات لعدة ساعات، واستولوا على أجهزة الكمبيوتر والمعلومات الاستخبارية الحساسة.
في تطور مفاجئ، ذكر لودهي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تعرض لصدمة كبيرة خلال فترة طويلة بعد العملية، حيث ظلوا عالقين لساعات دون معرفة كيفية التصرف، بعد أن نجح المقاومون في اختراق النظام الأمني وتعطيل كاميرات المراقبة. وهذا ما فتح المجال أمام الفلسطينيين لإتمام مهمتهم وسحب قواتهم بأقل الخسائر.
وأثنى على شجاعة وصدق عناصر المقاومة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن نجاحهم لم يكن ممكنًا لولا التدريب العسكري المكثف والإيمان القوي بالقضية والتضحية. وأكد أن هذه العملية أدت إلى تشويش صورة القوة التي كان يُروج لها الجيش الإسرائيلي، مظهرًا نجاحاتهم السابقة في مواجهة الجيوش العربية كمحاولات فاشلة.
وأشار إلى أن الخسائر في الجيش الإسرائيلي خلال الهجوم على غزة أعلى بكثير مما يتم الإعلان عنه، معتبرًا أن السيطرة الإسرائيلية على وسائل الإعلام تمنع الكشف عن الواقع.
وبخصوص الخسائر البشرية الفلسطينية، أكد أن أي صراع يصاحبها تكاليف بشرية ومالية، لكن المقاومة الفلسطينية تمكنت من الانتصار منذ البداية. ونوه بأن الرد الإسرائيلي كان مفرطًا، مع استمرارهم في استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية.
وطالب بدعم دولي عربي وإسلامي للفلسطينيين لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي بشكل دائم، مؤكدًا على أن إسرائيل تحظى بدعم دولي كبير في حين يواجه الفلسطينيون العدوان بمفردهم، بلا حتى الحصول على الدعم الإنساني الأساسي.
طوفان الأقصى تأخر كثيرا
عبد الكريم شاه، مدير مركز إسلام آباد للدراسات السياسية، أثنى على النضال الذي تخوضه قطاع غزة، مشيراً إلى أنه من الصعب على أي شخص إلقاء اللوم عليهم عن الأحداث التي جرت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. فالفلسطينيون يواجهون الاحتلال منذ أكثر من 75 عاماً، وتحت قيود الحصار لأكثر من 17 عاماً، مما يجعل صبرهم واستمراريتهم أمراً ملحوظاً.
وفي حوار مع الجزيرة نت، أشار شاه إلى أن الفلسطينيين تعرضوا لهجمات إسرائيلية متكررة بين الحين والآخر، بعد أن فقدوا الأمل في تحقيق التحرر ورفع الحصار بوسائل سلمية، مما دفعهم إلى اللجوء إلى المقاومة لضمان حياة كريمة.
وبخصوص الخسائر الفادحة في الأرواح والبنية التحتية في غزة جراء طوفان الأقصى، أكد شاه أن هذا الثمن يعتبر رخيصاً مقارنة بأهمية تحقيق الحرية والتخلص من الاحتلال.
وحول تفاعل الباكستانيين مع الأحداث في غزة، أشار شاه إلى أن معظم المثقفين والنشطاء في باكستان يشعرون بالألم لما يجري في فلسطين، وأن غزة تحظى بدعم واهتمام كبيرين من جانب الشعب الباكستاني. وأشار إلى وجود العديد من الفعاليات والتظاهرات وحملات المقاطعة التي شهدتها البلاد، بالإضافة إلى توجهات واضحة لمقاطعة الشركات المناصرة للاحتلال.
وأخيراً، لفت إلى أن الباكستانيين يشعرون بالدهشة تجاه الانتهاكات الجسيمة في غزة وتدني قيم الأخلاق واحترام حقوق الإنسان، التي تجاهلتها الدول المتقدمة، وتجاوزتها الولايات المتحدة وبريطانيا بالدعم المستمر لإسرائيل وسياساتها المتعجرفة.