جلسة البرلمان اللبناني: جوزيف عون الأقرب لرئاسة الجمهورية وسط دعم دولي وتحديات داخلية
بدأت صباح اليوم الخميس جلسة البرلمان اللبناني المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي الذي تزامن مع أزمات سياسية واقتصادية متلاحقة تشهدها البلاد.
دعم محلي ودولي لجوزيف عون
تشير التوقعات إلى أن قائد الجيش العماد جوزيف عون هو الأوفر حظًا لتولي المنصب، مدعومًا بإجماع إقليمي ودولي، لا سيما من الولايات المتحدة، وفق تصريحات العديد من السياسيين اللبنانيين. ويُعد انتخاب رئيس جديد إشارة إلى بداية مرحلة جديدة من الاستقرار النسبي في لبنان بعد الأزمات المتتالية منذ عام 2019، بحسب تقارير.
تأثير الوضع الإقليمي
لعبت التطورات الإقليمية دورًا حاسمًا في تعزيز فرص عون، خاصة الدور المتوقع للجيش اللبناني في تطبيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، مما جعله خيارًا مفضلًا لدى العديد من القوى.
جهود التوافق السياسي
منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر/تشرين الأول 2022، أخفق البرلمان في 12 جلسة انتخابية بسبب الخلافات السياسية. إلا أن الساعات الأخيرة شهدت تكثيفًا للاجتماعات والمشاورات بين الكتل النيابية، في ظل ضغوط خارجية تهدف للوصول إلى توافق على انتخاب قائد الجيش.
العقبات القانونية والتصويت
يتطلب انتخاب جوزيف عون تعديلًا دستوريًا، إذ يمنع الدستور انتخاب موظفين من الفئة الأولى خلال توليهم مناصبهم أو قبل مرور عامين على استقالتهم. كما يحتاج المرشح إلى غالبية ثلثي الأصوات (86 من أصل 128) في الجولة الأولى، أو إلى غالبية مطلقة (65 صوتًا) في جولة ثانية.
توزيع الأصوات
بحسب التصريحات وبيانات الكتل، حظي جوزيف عون بدعم 81 نائبًا، موزعين على عدة كتل، منها:
- كتلة الجمهورية القوية (القوات اللبنانية): 19 صوتًا
- كتلة اللقاء الديمقراطي (الحزب الاشتراكي): 8 أصوات
- كتلة الاعتدال الوطني: 6 أصوات
في المقابل، لم تعلن كتل أساسية مثل “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” و”لبنان القوي” دعمها لعون، مما قد يزيد من تعقيد المشهد الانتخابي.
تحديات الرئيس المقبل
تنتظر الرئيس الجديد وحكومته تحديات كبرى، أبرزها إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب الأخيرة، واستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك الالتزام بالقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن ونزع سلاح المجموعات غير الشرعية.
الموفدون الدوليون
شهدت الأيام الأخيرة نشاطًا دبلوماسيًا مكثفًا، حيث التقى الموفدون الأميركي والسعودي والفرنسي بعدد من النواب والقادة السياسيين اللبنانيين، في محاولة لتسهيل الوصول إلى توافق سياسي يخرج لبنان من أزماته المتفاقمة.
مع انتهاء الجلسة المنتظرة اليوم، قد يدخل لبنان مرحلة جديدة، إذ من المتوقع أن يكون العماد جوزيف عون خامس قائد للجيش يتولى رئاسة الجمهورية، في حال نجاحه في الحصول على الأصوات الكافية والتغلب على العقبات القانونية والسياسية.