جدل حول “هابي ميل”: خبراء يطالبون بتغيير الاسم بدعوى تأثيره السلبي على الصحة

في خطوة مثيرة للجدل، دعا خبراء التغذية وعلم النفس السلوكي في بريطانيا إلى تغيير اسم وجبة “هابي ميل” الشهيرة من ماكدونالدز، بحجة أن السعادة التي يوحي بها الاسم لا تنعكس إيجابًا على الصحة النفسية والجسدية.
وفي بيان صدر في 22 يناير/كانون الثاني، أوضحت عالمة النفس السلوكي، الدكتورة هيذر ماكي، في تصريحات نشرتها صحيفة ديلي ميل، أن “وجبة هابي ميل ليست كما يروّج لها، فمكوناتها تؤثر سلبًا على صحة الأمعاء والمزاج، إلى جانب أضرارها البيئية. وربما يكون من الأنسب تسميتها بوجبة غير سعيدة، لتعكس الواقع بشكل أدق”.
وأيدت هذه الدعوة اختصاصية التغذية، الدكتورة فرانكي فيليبس، مشيرة إلى أن المكونات المستخدمة في هذه الوجبات، والتي تحتوي على نسب مرتفعة من الدهون والسكر والملح، تفتقر إلى الألياف الضرورية لدعم بكتيريا الأمعاء التي تؤثر بدورها على الحالة المزاجية والسعادة. وأضافت أن “الكربوهيدرات البسيطة في هذه الوجبات ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة، لكن هذا التأثير مؤقت، إذ يعقبه انخفاض حاد يؤدي إلى الشعور بالإرهاق، بينما يمكن أن تساعد الكربوهيدرات المعقدة الغنية بالألياف في استقرار المزاج”.
انتقادات ودفاعات
في المقابل، رأى خبراء تغذية مستقلون أن هذه الدعوات مبالغ فيها، معتبرين أنها قد تكون جزءًا من حملة تسويقية لصالح منافسين في قطاع الأغذية النباتية. وأوضح البروفيسور غونتر كونله، الخبير في علوم التغذية بجامعة ريدينغ البريطانية، أن “هذه الانتقادات تبدو وكأنها استغلال للحملة ضد الأطعمة السريعة بهدف الترويج لمنتجات منافسة”.
وأضاف كونله أن وجبة “هابي ميل” يمكن أن تكون خيارًا صحيًا عند اختيار مكوناتها بعناية، مثل استبدال المشروبات الغازية بالماء أو إضافة الجزر كبديل صحي.
تظل هذه الدعوات محل نقاش بين المختصين والمستهلكين، فيما تبرز تساؤلات حول تأثير الأطعمة السريعة على الصحة العامة وما إذا كانت الأسماء الترويجية تعكس حقيقتها الغذائية.