الصحة

جامعة أميركية تبدأ أولى التجارب البشرية على لقاح ضد فيروس حمى لاسا

أعلنت جامعة توماس جيفرسون الأميركية عن انطلاق المرحلة الأولى من التجارب السريرية على البشر للقاح تجريبي مضاد لفيروس حمى لاسا، في خطوة علمية واعدة تأتي ضمن تعاون بحثي مع جامعة ماريلاند، في محاولة لسد الثغرة الكبيرة في جهود مكافحة هذا الفيروس الفتاك.

ووفقًا لما أورده موقع “يوريك أليرت”، تُجرى التجارب داخل مركز تطوير اللقاحات والصحة العالمية التابع لجامعة ماريلاند، في إطار مسعى مشترك لتطوير أول لقاح فعّال ضد فيروس حمى لاسا، الذي لا يتوفر له حتى الآن أي لقاح معتمد رغم تهديده المتزايد للصحة العامة.

حمى لاسا.. خطر متوطن يتجاوز الحدود

ينتمي فيروس حمى لاسا إلى عائلة الفيروسات النزفية، ويُعد من أبرز أسباب الحمى النزفية الفيروسية التي قد تؤدي إلى نزيف داخلي وخارجي حاد، وقد تكون مميتة ما لم يتم التدخل الطبي العاجل. ويُقدر أن ما يصل إلى 30% من الناجين من الإصابة يعانون من فقدان دائم في السمع، مما يزيد من وطأة التأثيرات الصحية طويلة الأمد لهذا المرض.

الفيروس متوطن في مناطق غرب إفريقيا، حيث يُصاب به مئات الآلاف سنويًا، ويتسبب في قرابة 5 آلاف حالة وفاة. وينتقل فيروس حمى لاسا أساسًا من خلال ملامسة القوارض المصابة، ويمكن أيضًا أن ينتقل بين البشر.

لقاح تجريبي بآمال كبيرة

يعتمد اللقاح الجديد على تقنية مماثلة لتلك المستخدمة في لقاحات داء الكلب، عبر استخدام فيروس السعار المُضعف أو المُعطل لإثارة استجابة مناعية دون التسبب بالمرض. وتم تطوير اللقاح بإضافة بروتين خاص بفيروس حمى لاسا إلى التركيبة، ما يُمكّن جهاز المناعة من التعرّف عليه وتكوين مناعة مستهدفة ضده.

وتُعد لقاحات السعار من أكثر اللقاحات أمانًا وانتشارًا في العالم، وتُستخدم منذ عقود للأطفال والنساء الحوامل دون تسجيل آثار جانبية تُذكر، وهو ما يعزز الثقة بسلامة التقنية المُعتمدة في اللقاح التجريبي الجديد.

مرحلة حاسمة في الاختبارات البشرية

تهدف المرحلة الحالية من التجارب إلى تقييم سلامة اللقاح واستجابته المناعية لدى المتطوعين الأصحاء، حيث سيُجرى اختبار جرعات مختلفة لتحديد أفضل تركيبة قادرة على تحفيز الجهاز المناعي دون التسبب في آثار سلبية. وتُعد هذه الخطوة حاسمة في طريق تطوير لقاح فعال يمكن استخدامه على نطاق واسع للحد من انتشار فيروس حمى لاسا والسيطرة عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى