توقعات إسرائيلية متباينة حول تأثير فوز ترامب على سياساتها في الشرق الأوسط
مع تزايد احتمالات فوز دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، كان قادة اليمين الإسرائيلي أول من بادر بالاحتفال وتوجيه التهاني، معتبرين أن هذا الفوز سيكون بمثابة نصر كبير لهم. في هذا السياق، اعتقد العديد داخل إسرائيل أن نجاح ترامب مرتبط بجانب من السياسة الإسرائيلية، مشيرين إلى أن حكومة بنيامين نتنياهو كانت أحد العوامل التي ساعدت في فوز ترامب، في حين أن إدارة الرئيس جو بايدن كانت قد فشلت في تحقيق أي إنجاز سياسي قد يسهم في تعزيز فرص فوز هاريس.
وعندما بدأ ترامب في تشكيل إدارته الجديدة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن رضاها التام تجاه التعيينات التي شملت شخصيات مؤيدة لإسرائيل، معتبرين أن هذا يشكل فرصة لتحقيق أهدافهم، مثل ضم الأراضي الفلسطينية وصد محور المقاومة، وبخاصة إيران. ومع تعيين شخصيات بارزة، مثل ماركو روبيو وزيرًا للخارجية ومايكل فالتز مستشارًا للأمن القومي، بدأت إسرائيل تعبر عن تفاؤل كبير بخصوص الفرص العسكرية ضد إيران، بما في ذلك مهاجمة المنشآت النفطية والبرنامج النووي الإيراني.
وفي ظل هذه التعيينات، كانت التصريحات الإسرائيلية مليئة بالثقة في أنها ستسهم في تحقيق المزيد من الطموحات الإسرائيلية في المنطقة. كان هناك حديث عن قرب الاستفادة من الإدارة الأمريكية الجديدة لتحقيق حلم ضم الأراضي الفلسطينية والتوسع في مناطق الضفة الغربية، وهو ما جعل بعض المسؤولين يبدون تفاؤلًا حذرًا، خاصة مع التصريحات التي أطلقها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش حول أن عام 2025 سيكون “عام السيادة” في الضفة الغربية.
إلا أن هذا التفاؤل لم يكن مشتركًا بين الجميع في إسرائيل. فقد ظهرت تحذيرات داخلية من أن هذه التعيينات قد تحمل في طياتها مخاطر على إسرائيل، خاصة وأن بعض القراء اعتبروا أن ذلك قد يؤدي إلى تهديدات حقيقية لديمقراطية الدولة الإسرائيلية في المستقبل. صحيفة “هآرتس” عبرت عن هذا القلق في افتتاحيتها، مشيرة إلى أن تأييد إدارة ترامب لمشاريع الاستيطان قد يعزز من توسع إسرائيل على حساب الأراضي الفلسطينية، مما يهدد استمرار إسرائيل كدولة ديمقراطية.
وتطرقت الصحيفة أيضًا إلى تصعيد التوترات المتعلقة بالتعيينات الأمريكية، مع التذكير بتصريحات السفير الأمريكي مايك هاكابي في 2017، الذي أكد أن “الضفة الغربية” ليس لها وجود بل هي “يهودا والسامرة”، وهو ما يعكس تغييرًا جذريًا في السياسة الأمريكية بما يتماشى مع توجهات اليمين الإسرائيلي.
على الرغم من دعم إدارة بايدن لإسرائيل خلال الحرب الأخيرة مع حماس، إلا أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد عبرت عن عدم رضاها الكامل عن سياسات بايدن، مشيرة إلى أن دعم الإدارة الأمريكية لم يكن متسقًا مع تطلعات إسرائيل الإستراتيجية في المنطقة.
لكن، وبينما تسود أجواء من التفاؤل داخل إسرائيل بشأن مستقبل العلاقة مع إدارة ترامب، تحذر بعض الأصوات من أن هذه التعيينات قد تضعف قدرة إسرائيل على الحفاظ على استقرارها، خاصة إذا كانت تستند إلى الولاء الشخصي أكثر من الخبرة والكفاءة. كما أشار البعض إلى أن الشخصية النرجسية لترامب قد تؤدي إلى عدم استقرار في إدارة السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
في المقابل، أشار السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن داني أيالون إلى أن الأمور قد تكون أكثر تعقيدًا مما يتوقعه البعض في إسرائيل. وتوقع أن تحركات ترامب لن تكون بالضرورة في مصلحة إسرائيل، حيث أن هناك تحديات قد تواجهها تل أبيب في علاقاتها مع حلفائها الإقليميين، مثل السعودية.