تغير المناخ: تهديد متزايد لصحة البشر مع ارتفاع درجات الحرارة وظواهر جوية متطرفة
حذر الخبراء من أن تغير المناخ يشكل تهديدًا متزايدًا على صحة البشر في مختلف أنحاء العالم، مع ارتفاع درجات الحرارة القياسية، الظواهر الجوية المتطرفة، تلوث الهواء، وانتشار الأمراض المعدية.
وتستعد الأمم المتحدة لإطلاق الجولة الأخيرة من محادثات المناخ الأسبوع المقبل، وسط توقعات بأن يكون عام 2024 الأكثر حرارة على الإطلاق، في ظل إعادة انتخاب دونالد ترامب، الذي يشكك في قضية تغير المناخ، رئيسًا للولايات المتحدة.
سيُعقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب29) في أذربيجان، في وقت تتزايد فيه انبعاثات الوقود الأحفوري التي تساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض، بينما تواجه العديد من الدول موجات جفاف، فيضانات، وحرائق.
هذا الأسبوع، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن “تغير المناخ يؤدي إلى انتشار الأمراض، وأن التحرك العاجل أصبح مسألة حياة أو موت.”
كيف يؤثر تغير المناخ على الصحة؟
- الحر الشديد:
وفقًا لبرنامج كوبرنيكوس الأوروبي لرصد الأرض، من شبه المؤكد أن عام 2024 سيتجاوز العام الماضي ليصبح الأحر في التاريخ المسجل. تقرير حديث لخبراء “ذي لانست كاونت داون” كشف عن ارتفاع وفيات الأشخاص الذين تجاوزوا 65 عامًا بسبب الحر بنسبة 167% منذ التسعينيات. الحر الشديد يسبب مشكلات صحية خطيرة مثل اضطرابات الكلى، السكتات الدماغية، أمراض القلب، وتدهور الحمل. - تلوث الهواء:
أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن 99% من سكان العالم يتنفسون هواء يتجاوز الحدود الإرشادية المسموح بها، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، السكتات الدماغية، وأمراض القلب. ويسجل نحو 7 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويًا بسبب تلوث الهواء. كما سجلت مدينة لاهور في باكستان مستوى تلوث هواء يفوق الحد المسموح به بمقدار 40 مرة. - الأمراض المعدية:
تغير المناخ يعزز انتقال الأمراض المعدية نتيجة تنقل الحشرات، مثل البعوض، إلى مناطق جديدة. وقد ارتفع خطر انتشار حمى الضنك بنسبة 43% في الـ60 سنة الماضية، وسجل العالم العام الماضي رقمًا قياسيًا للإصابات بهذا الفيروس. أيضًا، الفيضانات والعواصف تؤدي إلى تجمع المياه، مما يسهل انتشار الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والتيفوئيد.
تظهر هذه التأثيرات الصحية بشكل متزايد، مما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من تغير المناخ والحفاظ على صحة الإنسان.