تطوير هلام مبتكر مستوحى من مخاط الأبقار لعلاج الانزلاق الغضروفي بعد الجراحة


طور باحثون من جامعة أوبسالا في السويد هلامًا (جل) مبتكرًا مستوحى من مخاط الأبقار لعلاج المرضى الذين يعانون من الانزلاق الغضروفي. ويُستخدم هذا الهلام، المسمى جل الميوسين، بعد العمليات الجراحية لتشكيل حاجز وقائي حول الأقراص الفقرية، مما يساعد على منع جهاز المناعة من مهاجمة الأنسجة المتبقية وحمايتها من الضرر المستقبلي.
وفقًا للباحث هونغجي يان من قسم علم الأحياء الخلوية الطبية بجامعة أوبسالا ومركز التطوير العلمي والهندسي بمعهد كارولينسكا، الذي نُشرت دراسته في مجلة “أدفانس ساينس” في 29 أغسطس/آب، فإن هذا النهج الجديد يُعدّ أملًا لمرضى الانزلاق الغضروفي، حيث يساعد في تقليل الضرر بعد إزالة الأقراص المنفتقة ويحسّن من جودة حياتهم.
يُعتبر الميوسين، وهو بروتين سكري مكون رئيسي للمخاط، محط اهتمام كبير في الأبحاث الطبية الحيوية لدوره الفعّال في تنظيم الاستجابة المناعية لدى الثدييات. وقد تم تطوير جل الميوسين ليتم تطبيقه مباشرة في موقع الجراحة ليحد من نشاط الخلايا المناعية التي يمكن أن تزيد من حدة الإصابات بعد العملية.
الانزلاق الغضروفي يحدث عندما تندفع المادة الهلامية داخل الأقراص الفقرية من خلال نقاط ضعف في الغلاف الخارجي، مما يسبب ضغطًا على الأعصاب المحيطة، مسببًا آلامًا حادة وتنميلًا. ورغم أن الجراحة قد تخفف الضغط على الأعصاب، إلا أن علاج ما بعد الجراحة لا يزال يواجه تحديات كبيرة في منع جهاز المناعة من مهاجمة الأنسجة المتبقية.
الدراسة الجديدة استعرضت هذا الحل المبتكر حيث أثبت جل الميوسين الاصطناعي قدرته على قمع الاستجابة المناعية في منطقة الجراحة، مما يحمي الأقراص المتبقية من التلف الإضافي. بالمقارنة، فشلت الحواجز التقليدية مثل جل الألجينات في تقديم هذا النوع من الحماية.
واختتم هونغجي يان تصريحه، بالقول إن هذا النهج يمكن أن يُحدث تغييرًا كبيرًا في الإجراءات الجراحية المستقبلية، حيث إن استخدام جل الميوسين يمكن أن يحسّن نتائج المرضى، ويقلل من خطر حدوث مضاعفات طويلة الأمد بعد جراحة الأقراص الفقرية.