تصنيف جديد للأطفال المولودين قبل أوانهم يكشف إمكانيات جديدة للتشخيص المبكر
كشفت دراسة حديثة عن تصنيف جديد للأطفال المولودين قبل أوانهم إلى ثلاث مجموعات بناءً على نتائجهم في اختبارات الإدراك والسلوك. أظهرت الدراسة أن بعض الأطفال الخدج يحققون نتائج تفوق متوسط أداء الأطفال المولودين في موعدهم. توفر هذه التصنيفات الجديدة أملاً في إمكانية إجراء تشخيصات مبكرة لبعض الحالات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
التداعيات الصحية للولادة المبكرة
تُظهر البيانات أن حوالي 13 مليون طفل يولدون قبل أوانهم سنويًا. الولادة المبكرة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، ومشاكل في النمو الاجتماعي، وانخفاض في درجات التحصيل الأكاديمي. ومع ذلك، فإن التحليلات السابقة لم تأخذ في الاعتبار التنوع بين الأطفال المولودين قبل الأوان، حيث أظهرت أن بعضهم يمكن أن يحقق نتائج أفضل من المتوسط مقارنة بالأطفال المولودين في موعدهم.
نتائج الدراسة الجديدة
أجريت الدراسة الجديدة على 1891 طفلًا وطفلة تتراوح أعمارهم بين 9 و11 عامًا، وشاركوا في دراسة كبيرة مستمرة لتطور الإدراك. استخدم الباحثون اختبارات قياسية لقياس الانتباه، واتخاذ القرار، والذاكرة، وفهم القراءة، وسرعة المعالجة. قُسم الأطفال إلى ثلاث مجموعات:
- الملف الأول (يمثل 19.7% من الأطفال) أظهر أداءً يفوق المتوسط في اختبارات الإدراك.
- الملف الثاني (يمثل 41% من الأطفال) سجل نتائج أعلى من المتوسط في بعض الاختبارات وأقل من المتوسط في اختبارات أخرى.
- الملف الثالث (يمثل 39.3% من الأطفال) أظهر نتائج أقل من المتوسط في جميع الاختبارات وارتبط بعيوب في الانتباه وانخفاض في الأداء الأكاديمي.
التحليل أظهر أن الأطفال في الملف الأول حققوا نتائج أفضل بنسبة 21% في اختبارات الإدراك مقارنةً بالملف الثالث، كما كانت نسبة الأطفال الذين يعانون من عيوب في الانتباه 2.5% في الملف الأول مقارنة بـ9.9% في الملف الثالث.
الاختلافات الدماغية
أظهرت التصويرات العصبية أن الأطفال في الملف الثالث كانوا يعانون من حجم أصغر في المادة الرمادية بمعدل 3% مقارنةً بالملف الأول. ولكن، لم تكن الأحجام الأصغر للدماغ مرتبطة مباشرةً بمدى الولادة المبكرة. كما أظهرت نتائج تحليل الاتصال الوظيفي بين الشبكات الدماغية أن الاتصال بين شبكة الانتباه الظهري والشبكة الافتراضية كان أضعف بمعدل 11.21% في الملف الثالث، مما يعزز أهمية هذا التحليل في تحديد حالات اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والعلاج المناسب.
التوصيات المستقبلية
قال الدكتور إيريس مينو، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن النتائج تدحض الفكرة القائلة بأن جميع الأطفال المولودين قبل الأوان يعانون من عيوب إدراكية وسلوكية. وأضاف الدكتور توماسون، أحد المؤلفين، أن “الطب النفسي الدقيق لا يستند إلى تشخيص عام، بل يتطلب فهمًا عميقًا لكل حالة على حدة”.
تناولت الدراسة أيضًا تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية على نتائج الأطفال المولودين قبل الأوان. أظهرت أن الأطفال في الأسر ذات الموارد المالية العالية وتغطية التأمين الصحي كانوا أقل عرضة للانتماء إلى الملف الثالث. يخطط الباحثون لإجراء مزيد من الدراسات لاستكشاف العوامل التي تسهم في الأداء الأفضل لبعض الأطفال المولودين قبل الأوان، ولتحديد العوامل المشتركة بين الأطفال الذين قدموا أداء ضعيفًا.