الأخبار الدولية

تصعيد خطير في جنين: الاحتلال يواصل اقتحاماته وسط مقاومة فلسطينية ونزوح المئات

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات اقتحام مدينة جنين ومخيمها لليوم الثاني على التوالي، مع تعزيزات عسكرية مكثفة في إطار العملية العسكرية التي أطلقت عليها إسرائيل اسم “الجدار الحديدي”، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد 10 فلسطينيين. وقد أجبرت هذه الحملة أكثر من 600 فلسطيني على النزوح من منازلهم في المخيم.

وأفادت مصادر محلية بأن القوات الإسرائيلية نفذت فجر اليوم الأربعاء سلسلة مداهمات واعتقالات في المدينة، وسط اشتباكات متقطعة مع المقاومة الفلسطينية، في حين فرضت حصارًا مشددًا على المستشفيات، مما أعاق تقديم الخدمات الطبية.

وبحسب بيان صادر عن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (شاباك)، فقد تم تنفيذ غارات جوية استهدفت 10 أفراد ممن وصفهم البيان بـ”المخربين”، كما أعلن البيان عن تدمير عدد من العبوات الناسفة في جنين.

على الصعيد الميداني، شهد صباح اليوم تجدّد الاشتباكات بين قوات الاحتلال والمقاومة الفلسطينية. وأكدت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس أنها تتصدى لتقدم القوات الإسرائيلية في مختلف محاور المدينة، مستخدمة أساليب متنوعة من الرصاص المباشر والعبوات الناسفة وفقاً لمتطلبات الميدان.

وأوضحت مصادر فلسطينية أن المواجهات تركزت في محيط شارع الناصرة وأزقة المخيم، حيث حاولت قوات الاحتلال التقدم من اتجاه مفترق العودة وحارة الدمج. وقد قامت آليات الاحتلال بأعمال تجريف في شارع المستشفى الحكومي، مما أدى إلى إغلاق أحد مداخله وتعطيل حركة المركبات.

وفي ظل استمرار التصعيد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هذه العملية تأتي في إطار جهود القضاء على “الإرهاب” في جنين، وفق تعبيره. من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى النفير العام ومساندة المقاومة، مؤكدةً على ضرورة التصدي للعدوان الإسرائيلي بكل السبل المتاحة.

أما حركة الجهاد الإسلامي، فقد شددت على ضرورة إفشال مخططات الاحتلال من خلال التصعيد الميداني والمواجهة المباشرة.

وفي سياق الوضع الإنساني المتدهور، أفاد مسؤول العلاقات العامة في بلدية جنين، بشير مطاحن، بأن أكثر من 600 فلسطيني اضطروا للفرار من منازلهم نحو ساحة مستشفى جنين الحكومي، وسط ظروف معيشية صعبة وغياب للمأوى.

وأشار مطاحن إلى أن قوات الاحتلال فرضت حصارًا خانقًا على المدينة وجرفت معظم الطرق الرئيسية، مما زاد من معاناة المواطنين. وذكرت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني أنها تمكنت من إجلاء 20 طفلًا بعد أن حوصروا داخل إحدى رياض الأطفال، فيما أصيب عدد من المدنيين والطواقم الطبية جراء الاعتداءات الإسرائيلية.

وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 10 فلسطينيين وإصابة ما يزيد عن 40 آخرين خلال العدوان المتواصل. وأشارت إلى منع قوات الاحتلال وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين داخل المخيم.

كما وثقت الكاميرات استشهاد الشاب أحمد شايب بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال أثناء قيادته لسيارته برفقة عائلته في منطقة وادي برقين. كما استشهد الطبيب حسين أبو الهيجا برصاص الاحتلال أثناء توجهه إلى مقر عمله في مستشفى الرازي.

من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة أربعة جنود بجروح متوسطة وخفيفة إثر انفجار عبوة ناسفة.

وفي تصريح لرئيس بلدية جنين محمد جرار، أكد أن المدينة شهدت منذ سبتمبر 2021 أكثر من 104 عمليات عسكرية كبرى، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، لاسيما في ظل نفاد المواد الغذائية بالمستشفى الحكومي، وعمليات الإخلاء القسري للأحياء السكنية التي تهدد بمزيد من التدمير والدمار.

زر الذهاب إلى الأعلى