تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية: قصف جوي على مخيم نور شمس يسفر عن 5 شهداء وتزايد التوترات
شهد مخيم نور شمس قرب مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية، مساء يوم الاثنين، سلسلة من الانفجارات الناجمة عن قصف جوي إسرائيلي باستخدام طائرات مسيرة، مما أسفر عن مقتل خمسة فلسطينيين.
تأتي هذه الهجمات في إطار تصعيد ملحوظ في عمليات القصف الجوي الإسرائيلي خلال الأشهر الأخيرة، وهي ليست الأولى من نوعها في الضفة الغربية أو في المخيم ذاته. وقد استهدفت العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ فجر الأربعاء الماضي محافظات طولكرم وجنين وطوباس، مما أسفر عن مقتل أحد عشر فلسطينياً، لتصبح من أكبر العمليات العسكرية في المنطقة منذ عملية السور الواقي في عام 2002.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد 662 فلسطينياً في الضفة الغربية، وإصابة أكثر من 5400 جريح منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من جانبه، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت عن رفع القيود على استخدام طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في الضفة الغربية قبل عدة أشهر، في محاولة لاحتواء “التهديدات المتزايدة” التي تزعمها إسرائيل من إيران وحزب الله. كما هدد غالانت بتوسيع العمليات إذا لزم الأمر، بهدف القضاء على الجماعات المسلحة وتعزيز الأمن في المستوطنات.
في رد فعل على الهجمات، يلجأ المقاومون في مخيمات شمال الضفة الغربية إلى استخدام أدوات بسيطة مثل الشوادر لمحاولة التشويش على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، أكد مقاوم فلسطيني من مخيم نور شمس لوكالة الأناضول أن المقاومة ستستمر رغم استخدام إسرائيل لكافة الأساليب، بما في ذلك القصف الجوي. وأوضح اللواء الفلسطيني المتقاعد يوسف الشرقاوي أن التصعيد في استخدام سلاح الجو يعكس تخوف إسرائيل من المقاومة البرية، مؤكدًا أن الطائرات المسيرة أصبحت بديلاً للعمليات البرية التي قد تواجه مقاومة قوية وتفجيرات للآليات.
وأشار بلال الشوبكي، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل، إلى أن تصاعد استخدام سلاح الجو في الضفة الغربية يدل على قوة الفصائل الفلسطينية وتطور قدرتها على مواجهة التهديدات. وأضاف أن إسرائيل لا تعير اهتمامًا كبيرًا للانتقادات الدولية، وتواصل سياساتها العسكرية دون اكتراث بالتحديات، معتبرة نفسها في وضع يمكنها من الاستمرار في سياساتها، سواء في الضفة الغربية أو غزة.
وأكد الشوبكي أن الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل غالبًا ما تكون موجهة إلى جماعات استيطانية أو أفراد وليس إلى الدولة ككل. وشدد على أن المقاومة الفلسطينية، رغم الضغوط والتحديات، تطورت وقدمت ردود فعل متكيفة مع السياسات الإسرائيلية، مستدلاً على ذلك بأن الفصائل المقاومة قادرة على التكيف مع السياسات الجديدة وتطوير قدراتها.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة بدعم أميركي، مما تسبب في دمار واسع وأزمة إنسانية كبيرة، حيث أسفر الصراع عن استشهاد وإصابة أكثر من 134 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.