تصاعد الغارات الإسرائيلية والمواجهات مع حزب الله: مئات القتلى والجرحى في لبنان
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية خمس غارات عنيفة على جنوب بيروت، وذلك عقب تحذيرات وجهها الجيش الإسرائيلي بإخلاء المباني في المنطقة. من جانبه، أعلن حزب الله عن تصديه لقوة إسرائيلية في منطقة حرش مارون، ما أسفر عن وقوع عدد من أفرادها بين قتيل وجريح، إضافة إلى قصفه أهدافًا إسرائيلية بالصواريخ.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن “الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ أربع غارات عنيفة جدًا على الضاحية الجنوبية، وغارة أخرى استهدفت منطقة الشويفات، ما دفع سيارات الإسعاف إلى التوجه بسرعة إلى موقع الحادث”.
وقال شهود عيان إن إسرائيل نفذت ما لا يقل عن ثماني ضربات على الضاحية الجنوبية لبيروت، منها ضربات بالقرب من مطار بيروت الدولي. وأكد مراسل الجزيرة أن الجيش الإسرائيلي قصف حي “الأمريكان” في الضاحية الجنوبية.
وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى سماع دوي انفجارات متتالية، مع تصاعد أعمدة الدخان وكرات اللهب من المناطق المستهدفة. وجاءت هذه الضربات بعد تحذير الجيش الإسرائيلي لسكان مناطق برج البراجنة وحارة حريك وشويفات العمروسية بضرورة إخلائها.
وادعى جيش الاحتلال أن المباني المستهدفة تحتوي على “مصالح لحزب الله”، وهو ادعاء تكرر مرارًا لتبرير استهدافه لمواقع مدنية.
وقد وسعت إسرائيل نطاق غاراتها في لبنان، حيث نفذت للمرة الأولى ضربة جوية على مدينة طرابلس شمال البلاد، وفقًا لمصدر أمني لبناني. كما استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مجددًا مع محاولات جديدة للتوغل البري في جنوب البلاد.
وفي وقت سابق من يوم السبت، شن الطيران الإسرائيلي غارات على بلدات الخيام، العديسة، كفركلا، مارون الراس، معركة، الزرارية، وتبنين والناقورة جنوبي لبنان.
ارتفاع أعداد الضحايا
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن الغارات الإسرائيلية استهدفت منطقة قرب مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب صور، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة آخر في غارة استهدفت منزلًا في بلدة جويا. كما تعرض منزل في بلدة قانا للقصف دون وقوع إصابات.
وأوضحت الوكالة أن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت منزلًا في بلدة زوطر الشرقية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص. فيما قتل شخص آخر جراء استهداف دراجته النارية في مجدل سلم بمنطقة النبطية.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية المستمرة منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 2036 قتيلًا و9653 جريحًا. وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية أن الجيش الإسرائيلي يركز في الأيام الأخيرة على استهداف المنازل وارتكاب المجازر بحق المدنيين، بالإضافة إلى تدمير المباني القريبة من الطرقات الدولية والرئيسية لقطع التواصل بين البلدات.
وتشهد لبنان منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي أوسع هجوم إسرائيلي منذ بدء المواجهات مع حزب الله في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى والجرحى، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف.
صواريخ حزب الله
على الجانب الآخر، أعلن حزب الله عن تصديه لقوة إسرائيلية في حرش مارون، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوفها. كما نشر الحزب صورًا تظهر استهدافه تجمعًا في منطقة الكريوت قرب خليج حيفا.
وأكد الحزب أيضًا قصفه لتحرك جنود إسرائيليين في مستوطنة المنارة، مشيرًا إلى تحقيق إصابات مباشرة. ودوت صفارات الإنذار في مناطق كريات شمونة، مرغليوت، المنارة، وكفار بلوم تحذيرًا من سقوط صواريخ.
وأضاف الحزب أن مقاتليه شنوا هجومًا بسرب من المسيرات على قاعدة شمشون، مستهدفين مواقع لضباط وجنود الجيش الإسرائيلي.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد نحو 30 عملية إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه كريات شمونة، مشيرًا إلى اعتراض بعضها. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بعض الصواريخ التي سقطت في كريات شمونة تسببت في حرائق وأضرار متفاوتة.
وأكدت القناة 12 الإسرائيلية إطلاق أكثر من 135 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه مواقع مختلفة في شمال إسرائيل منذ صباح السبت.
وفي مساء السبت، أعلن حزب الله مقتل أكثر من 25 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا، وإصابة أكثر من 130 آخرين منذ بدء التوغل الإسرائيلي البري في جنوب لبنان.