تصاعد التوتر بين ماسك وبيسنت داخل البيت الأبيض وسط خلافات حادة على قيادة مصلحة الضرائب
شهد الجناح الغربي من البيت الأبيض الخميس الماضي مشادة كلامية صاخبة بين وزير الكفاءة الحكومية إيلون ماسك ووزير الخزانة سكوت بيسنت، في مشهد يعكس عمق الخلافات المتصاعدة داخل أروقة الإدارة الأميركية.
ووفقًا لموقع “أكسيوس” الذي نقل عن شهود عيان وثلاثة مصادر مطلعة، اندلع شجار محتدم بين الطرفين على خلفية صراع حول من يتولى قيادة مصلحة الضرائب الأميركية، وذلك بحضور الرئيس دونالد ترامب وعدد من كبار المسؤولين، بالإضافة إلى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني التي كانت في زيارة رسمية.
وبحسب الروايات، تبادل الرجلان الشتائم والاتهامات في ممرات الجناح الغربي، وارتفعت الأصوات بشكل غير مسبوق. وقال أحد الشهود واصفًا الموقف: “كان الأمر أشبه بمصارعة بين مليارديرين في منتصف العمر”.
الخلاف بين ماسك وبيسنت ليس وليد اللحظة، بل يعود إلى الفترة الانتقالية عقب فوز ترامب بالرئاسة، حيث ضغط ماسك لتعيين رجل الأعمال هوارد لوتنيك وزيرًا للخزانة، بينما اختار ترامب بيسنت لهذا المنصب، وعيّن لوتنيك لاحقًا في وزارة التجارة، ما أطلق شرارة توتر مستمر بين الطرفين، خصوصًا فيما يتعلق بالتعيينات داخل وزارة الخزانة.
وتفجّر الخلاف الأخير عقب قرار ترامب تعيين غاري شابلي، مرشح ماسك، مفوضًا مؤقتًا لمصلحة الضرائب، في وقت كان بيسنت يفضل ترشيح نائبه مايكل فولكيندر لهذا المنصب. وعندما طُرحت المسألة أمام الحضور، اتهم بيسنت ماسك بـ”المبالغة في تقديم الوعود والفشل في خفض الميزانية”، ليرد الأخير باتهام بيسنت بأنه “عميل لسوروس” ويدير “صندوق تحوط فاشل”. وتدخل أحد المساعدين لفض الاشتباك بعد أن بلغت الحدة ذروتها.
من جانبها، علّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على الحادثة بقولها إن “الخلافات أمر طبيعي في أي عملية سياسية صحية”، مؤكدة أن جميع أعضاء الإدارة “يعملون بتكليف من الرئيس ترامب”.
وفي تطور لاحق، أعلنت صحيفة “نيويورك تايمز” أن غاري شابلي قد تم استبعاده من رئاسة مصلحة الضرائب، ليُعيَّن مايكل فولكيندر بدلًا منه، في خطوة اعتبرها مراقبون انتصارًا لسكوت بيسنت في هذه الجولة من الصراع.
وذكر تقرير “أكسيوس” أنه لا تلوح في الأفق أي مؤشرات على مصالحة قريبة بين الطرفين، وسط تساؤلات متزايدة داخل البيت الأبيض حول من ستكون له اليد العليا في الجولة المقبلة. وقال مصدر مطلع: “بيسنت انتصر في هذه الجولة، لكن أحدًا لا يرغب في أن يكون ماسك خصمًا له”.
يُذكر أن ماسك يُعرف بشخصيته المثيرة للجدل ونشاطه المكثف على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يتمتع بيسنت بسمعة الخبير المالي المحافظ الذي يفضّل العمل في الظل بعيدًا عن الأضواء.
