تراجع عائدات قناة السويس 40% جراء هجمات الحوثيين
أفاد رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، بتراجع إيرادات القناة بنسبة 40% منذ بداية العام الحالي مقارنة بعام 2023. يعود هذا التراجع إلى هجمات الحوثيين في اليمن على السفن المتجهة إلى إسرائيل، مما أدى إلى تغيير مسار إبحارها بعيدًا عن قناة السويس.
أكد ربيع، في مقابلة تلفزيونية متأخرة، أن حركة مرور السفن قد انخفضت بنسبة 30% منذ بداية يناير/كانون الثاني حتى 11 من الشهر نفسه على أساس سنوي. وأشار إلى تراجع عدد السفن المارة عبر القناة إلى 544 سفينة حتى الآن هذا العام، مقارنة بـ 777 سفينة في نفس الفترة من العام الماضي.
تُعتبر قناة السويس مصدرًا رئيسيًا للعملة الأجنبية في مصر، وتعاني البلاد من نقص في العملة الأجنبية. وتسعى الحكومة بجهود مستمرة لزيادة الإيرادات من خلال توسيع القناة، وهو ما بدأ تنفيذه في عام 2015، إضافة إلى مزيد من عمليات التوسيع حاليًا.
جماعة الحوثي تستهدف السفن التجارية الإسرائيلية أو التي ترتبط بإسرائيل في البحر الأحمر، ما أدى إلى تحويل بعض السفن إلى طرق بحرية أخرى. وأعلنت الولايات المتحدة في الشهر الماضي عن إطلاق مهمة دولية لدوريات في البحر الأحمر لردع هذه الهجمات.
ربيع أكد أن السفن التي تضطر لاستكمال رحلاتها على وجه السرعة هي التي قامت بتغيير مسارها إلى رأس الرجاء الصالح، فيما تنتظر السفن الأخرى استقرار الوضع لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
أظهرت بيانات صندوق النقد الدولي أن حركة نقل البضائع عبر قناة السويس قد شهدت تراجعًا بنسبة 35% خلال الأسبوع الماضي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. وأشارت البيانات إلى أن هناك زيادة بنسبة 67.5% في حركة نقل البضائع عبر طريق رأس الرجاء الصالح في أفريقيا خلال نفس الفترة.
وقد أكد مصدر ملاحي مصري سابقًا أن تغيير مسار بعض الخطوط يمثل أزمة مؤقتة، ومن المتوقع أن يظهر تأثيرها بشكل أكبر كلما طالت المدة.
وفي سياق متصل، نشر مشروع “حلول السياسات البديلة” التابع للجامعة الأميركية في القاهرة تقريرًا يفيد بأن الاقتصاد المصري من المتوقع أن يكون من بين الأكثر تأثرًا بتباطؤ حركة الملاحة البحرية في باب المندب.
تعتبر عائدات قناة السويس أحد أهم مصادر النقد الأجنبي في مصر. وقد حققت القناة في العام المالي 2022-2023 إيرادات مالية بلغت 9.4 مليار دولار، وهي أعلى إيرادات سنوية تم تسجيلها، مع زيادة تقدر بنحو 35% عن العام السابق، وفقًا لإعلان الهيئة في يونيو/حزيران الماضي.