بيب غوارديولا: الفيلسوف الذي شكل جيلًا من المدربين وأعاد تعريف أسلوب اللعب الهجومي في كرة القدم
يعتبر المدرب الإسباني بيب غوارديولا من أكثر الشخصيات تأثيرًا في الساحة الكروية الحالية بفضل فلسفته وأسلوبه المميزين، اللذين أصبحا مصدر إلهام لجيل من المدربين الذين تدربوا على يده ويشرفون اليوم على أكبر أندية أوروبا.
يعد غوارديولا، الذي يُعتبر ثاني أنجح المدربين في التاريخ بعد أليكس فيرغسون، أكثر من مجرد مدرب في عالم كرة القدم. وفقًا لصحيفة “سبورت” الإسبانية، فإن نجاحاته المتعددة تُعزى إلى قدرته الفائقة على توازن “أهمية ما تريد تحقيقه وكيفية تحقيقه” في عالم الرياضة الذي يركز بشدة على النتائج.
إحدى السمات البارزة لغوارديولا هي قدرته على تحسين أداء اللاعبين وتزويدهم بالموارد اللازمة للتقدم في مسيرتهم المهنية. ولم تقتصر تأثيراته على اللاعبين فحسب، بل امتدت أيضًا إلى المدربين المستقبليين.
على مدار السنوات، ساهم غوارديولا في تكوين مجموعة من المدربين البارزين، وأبرزهم:
- تشابي ألونسو: الذي قاد باير ليفركوزن للفوز بأول لقب دوري ألماني في تاريخ النادي الموسم الماضي. رغم عدم عمله كمدرب مساعد لغوارديولا، إلا أنه تدرب تحت إشرافه أثناء فترة وجوده في بايرن ميونخ.
- فينسنت كومباني: الذي عُين مؤخرًا مدربًا لبايرن ميونخ. وقد تبنى فلسفة غوارديولا خلال فترة تواجدهما معًا في مانشستر سيتي، مما سمح له بالانتقال إلى أحد “عمالقة” أوروبا.
كما أثر غوارديولا أيضًا على مدربين مثل ميكيل أرتيتا وإنزو ماريسكا، اللذين كانا مساعدين له في مانشستر سيتي. فقد قاد أرتيتا مشروع أرسنال الطموح منذ عام 2019، بينما انضم ماريسكا مؤخرًا إلى تشيلسي لإحداث تغييرات جذرية في الفريق.
بدأ غوارديولا مسيرته التدريبية في العقد الأول من الألفية الجديدة، متجاوزًا “النهج الدفاعي” الذي كان سائدًا في ذلك الوقت، والذي مثله البرتغالي جوزيه مورينيو بفضل نجاحاته مع تشيلسي وإنتر ميلانو، وأيضًا تتويج إيطاليا بكأس العالم عام 2006. وقد برهن “الفيلسوف” على أن لديه أفكارًا مختلفة، مفضلاً الاستحواذ واللعب الهجومي، مع قدرة لافتة على فرض أسلوبه بغض النظر عن قوة المنافس.