بعد 150 يومًا من الدمار في غزة، تقول “هآرتس”: إسرائيل ليست أقوى ولا أكثر أمنًا
بعد مرور 150 يومًا من الحرب، يجد كل إسرائيلي نفسه يواجه تساؤلات صريحة: هل نحن في أفضل حال الآن مما كنا عليه في أكتوبر 2023؟ هل نحن أقوى أو أكثر أمانًا؟ هل لدينا ردع أكبر؟ هل نحن أكثر شعبية؟ هل نحن فخورون بأنفسنا؟ هل نحن أكثر اتحادًا؟ هل نحن أفضل بأي شكل من الأشكال؟
بهذه الأسئلة، يبدأ الكاتب جدعون ليفي مقاله، حيث يحاول تقييم نتائج الحرب الحالية لإسرائيل بعد مرور هذه الفترة، ويصرح بأن الإجابة الصادقة على هذه الأسئلة هي “لا” بشكل واضح وصريح.
وبالفعل، كانت الأيام الـ150 قاسية وصعبة، ولم تنتج أي نتائج تفيد إسرائيل، بل على العكس، أصبحت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أقوى وأكثر شعبية، وهذا ما يدفع ليفي للاستغراب من رغبة معظم الإسرائيليين في استمرار الوضع الحالي.
بالإضافة إلى ذلك، تظهر إسرائيل الآن أقل أمانًا وأكثر عرضة للتهديدات الإقليمية، وتواجه خطر التصعيد والعقوبات العالمية، بالإضافة إلى فقدان الدعم الأميركي، مما يجعلها أقل ديمقراطية وأكثر تدهورًا بعد الانسحاب من غزة.
دولة منبوذة
وفقًا للكاتب، لم تصل مكانة إسرائيل الدولية إلى هذا المستوى من الانبعاث من قبل، حيث تدهورت علاقاتها المضمونة مع الولايات المتحدة إلى مستوى غير مسبوق، وتتصاعد حصيلة القتلى في الجيش، وما زال المحتجزون لم يتم إطلاق سراحهم، ونزح عشرات الآلاف من الإسرائيليين داخليًا، وأصبحت نصف البلاد منطقة خطر، مع التهديد المتزايد على الضفة الغربية، ويشير الكاتب إلى أن الكراهية العميقة زرعتها إسرائيل في غزة والضفة الغربية والعالم العربي.
ويستنكر الكاتب الإعمى الأخلاقي الذي يظهر في “دعهم يجوعون ويعطشون، دعهم يختنقون، دعهم يموتون”، حيث يلاحظ أن هذه الطريقة في التفكير اعتمدتها حتى اليسار ووسائل الإعلام، دون أن يتساءل أحد إلى أين نحن ذاهبون.
ويؤكد الكاتب أن الإسرائيليين، ورغم ما حدث، يرغبون في المزيد من نفس الشيء، مثل المقامر الذي فقد كل أمواله ولا يزال يأمل في الفوز بالجائزة الكبرى، ومع تزايد عدد القتلى الفلسطينيين، يعتقد الإسرائيليون، بحسب الكاتب، أن مزيدًا من الوفيات ستحول غزة إلى مكان آمن، أو على الأقل ستحسن الأوضاع، ويتساءل الكاتب، متعجبًا، عن مدى هذا العمى الأخلاقي والتطاول على الإنسانية.