الصحة

بريطانيا تجرب حقن إنقاص الوزن لمساعدة العاطلين عن العمل في مواجهة البدانة

أعلن وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتنغ، يوم الثلاثاء عن خطة جديدة تهدف إلى تجربة استخدام حقن إنقاص الوزن لمساعدة الأفراد الذين يعانون من البدانة والبطالة على العودة إلى سوق العمل.

وأشار ستريتنغ إلى أن البدانة، التي تؤثر على ملايين البريطانيين، تسبب زيادة في عدد أيام الغياب عن العمل بسبب المرض، حيث يفتقد الأشخاص في المتوسط أربعة أيام إضافية سنويًا. كما أكد أن هذا الأمر يضع عبئًا كبيرًا على هيئة الخدمات الصحية الوطنية، التي تتحمل تكاليف تقدر بنحو 11 مليار جنيه إسترليني (ما يعادل 14.37 مليار دولار) سنويًا، وهو مبلغ يتجاوز الأعباء المالية الناتجة عن التدخين.

في سياق قمة استثمارية دولية يوم الاثنين، أعلنت الحكومة البريطانية عن استثمار قدره 279 مليون جنيه إسترليني (365 مليون دولار) من قبل شركة “إيلاي ليلي” الأمريكية. سيتضمن هذا الاستثمار تجربة تمتد لخمس سنوات لاستخدام حقن “مونجارو” لإنقاص الوزن، والتي ستُعطى لحوالي 3000 مريض، بما في ذلك العاطلين عن العمل الذين يعانون من السمنة.

وفقًا لدراسة نشرت في مجلة “جاما إنترنل ميديسين” في يوليو/تموز، حقق المرضى الذين استخدموا “مونجارو” خسارة وزن أكبر بكثير مقارنة بأولئك الذين استخدموا أدوية أخرى مثل “أوزمبيك” و”ويغوفي” من إنتاج شركة “نوفو نورديسك”. وذكر ستريتنغ أن “الفوائد الطويلة الأمد لهذه الأدوية قد تكون هائلة في جهودنا لمكافحة البدانة”.

تعتبر ناهضات GLP-1، مثل أدوية “أوزمبيك” و”مونجارو”، جزءًا من العلاجات الحديثة للسكري من النوع الثاني والسمنة. تعمل هذه الأدوية على محاكاة تأثير هرمون GLP-1، مما يساعد على خفض مستويات السكر في الدم وتعزيز فقدان الوزن. ومع تزايد معدلات البدانة في المملكة المتحدة، حيث أظهرت البيانات أن أكثر من ربع البالغين يعانون من السمنة، اتخذت الحكومة تدابير جديدة لمواجهة “أنماط الحياة غير الصحية”، بما في ذلك حظر إعلانات الوجبات السريعة الموجهة للأطفال.

كما أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على أهمية هذه الأدوية في دعم الاقتصاد وتمكين الناس من العودة إلى العمل، مشددًا على الحاجة إلى التفكير بشكل مختلف في كيفية دعم هيئة الخدمات الصحية الوطنية. وأوصت هيئة الاستشارات الصحية العامة بإطلاق برنامج تدريجي لاستخدام “مونجارو”، مع خطة أولية تمكن 250 ألف شخص من الوصول إلى هذه الحقن خلال الثلاث سنوات القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى