الصحة

بروتين من ديدان طفيلية يعزز التئام الجروح ويمنع الندب: اكتشاف علمي جديد في جامعة روتجرز

اكتشف باحثون في جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي أن بروتينًا تنتجه ديدان طفيلية في الأمعاء يعزز من عملية التئام الجروح لدى الفئران. وأظهرت الدراسة أن استخدام هذا البروتين على الجروح يسرع من عملية الإغلاق، ويُحسن من تجديد الجلد، ويمنع تكوّن الأنسجة الندبية. ومع ذلك، لم يتأكد بعد ما إذا كان يمكن استغلال هذا البروتين لتحفيز التئام الجروح لدى البشر.

كيف تحدث عملية التئام الجروح؟

يُعد الجلد حاجزًا أساسيًا وآلية دفاعية مركزية في جسم الإنسان. وعند حدوث إصابة، يستجيب الجسم بسرعة لتفعيل آليات التئام الجروح، عبر عملية منظمة تزيل مسببات الأمراض الخارجية، وتغطي المنطقة المصابة لمنع المزيد من الضرر وتقليل احتمالات العدوى. تتضمن هذه العملية ثلاث مراحل متداخلة: الالتهاب، والانتشار، والنضج.

في المرحلة الالتهابية، تُجنّد الخلايا بسرعة في منطقة الجرح بعد الإصابة مباشرة. وفي مرحلة الانتشار، يتم تنشيط الخلايا التي تعمل على تغطية الجرح. أما في مرحلة النضج، فيتم تمايز الخلايا وترسيب المواد خارج الخلية.

يجب أن تُغلق الجروح بسرعة لتجنب العدوى، ولكن الإغلاق السريع قد يؤدي إلى تكوّن الأنسجة الندبية بدلًا من التجدد الصحيح للجلد. يُعد التوازن بين تكون الندب والتجدد الناجح للأنسجة عملية معقدة تتأثر بشدة بالخلايا المناعية الموجودة في مكان الجرح. ويسعى الباحثون إلى إيجاد طرق لتعزيز نشاط الخلايا المناعية التي تدعم تجديد الأنسجة مع تثبيط تلك التي تعزز تكوّن الندب.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الجزيئات التي تفرزها الديدان الطفيلية قد تؤثر على الجهاز المناعي للمصاب بطرق تعزز تجديد الأنسجة. وقد أجرى فريق بقيادة ويليام سي. جوس، مدير مركز المناعة والالتهابات في روتجرز، دراسة حول بروتين يُسمى “تي جي إم”، تُنتجه ديدان طفيلية مستديرة تُعرف بـ “هيليغموسومويدس بوليجيروس” التي تعيش في أمعاء الفئران والقوارض. وقد نُشرت نتائج الدراسة في مجلة “لايف ساينس ألاينس” في 23 أغسطس/آب الجاري.

أظهر البحث أن استخدام البروتين “تي جي إم” يوميًا على جروح الفئران أدى إلى تسريع عملية التئام الجروح، كما قلل من تكوين الأنسجة الندبية وعزز تجديد الجلد. فعلى سبيل المثال، تمكنت الفئران المعالجة بهذا البروتين من تكوين بصيلات شعر جديدة في منطقة الجرح، على عكس الفئران غير المعالجة.

وقد وجد الباحثون أن البروتين “تي جي إم” يعمل من خلال الارتباط بمستقبل “تي جي إف-بي” الموجود على سطح العديد من أنواع الخلايا، بما في ذلك الخلايا المناعية. ويُعتقد أن هذا البروتين يُحفّز تجنيد خلايا مناعية تُعرف بالبلاعم، ويعيد برمجتها لتعزيز تجديد الأنسجة.

يقول غوس، وفقًا لموقع “يوريك ألرت”: “في هذه الدراسة، قمنا بتطوير علاج جديد لجروح الجلد يُفضل التئام الجروح المتجددة على تليف الأنسجة وتكون الندب، مما يوفر إطارًا لاستخدام بروتين طفيلي سهل الإنتاج كعلاج لتسريع التئام الجروح الجلدية”.

زر الذهاب إلى الأعلى