انسحاب قوات الاحتلال من مخيم نور شمس يصاحبه ارتفاع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية
تأكد الهلال الأحمر الفلسطيني من نقل ثلاثة من الشهداء الذين سقطوا داخل مخيم نور شمس شرق طولكرم في الضفة الغربية المحتلة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبهذا يرتفع إجمالي عدد الشهداء إلى خمسة، والمصابين إلى أربعة، جراء الهجوم الذي شنته قوات الاحتلال على المخيم خلال الليلة الماضية وصباح اليوم الأحد. في سياق آخر، توفي شاب سادس نتيجة للإصابات التي أُصيب بها قبل أيام في مخيم جنين شمال الضفة الغربية. وأفاد مدير الإسعاف والطوارئ في طولكرم بنقل جريحين إلى المستشفى.
عرقلة واستهداف
في سياق الأحداث، أعلن الهلال الأحمر أن “قوات الاحتلال قامت بتعطيل عمل طواقم الإسعاف والطوارئ، حيث تعرقلت عمليات الوصول إلى مخيم نور شمس لنقل المصابين، وقامت بخطف مصابين مباشرة من سيارة إسعاف”.
في وقت سابق، بدأت قوات الاحتلال اجتياحها بالاستهداف المباشر لمقاومين باستخدام طائرة مسيرة، قامت بإطلاق صاروخ في حي المنشية في مخيم نور شمس. بعد ذلك، قامت بتنفيذ عملية اجتياح استمرت لساعات، أسفرت عن تدمير شوارع وبنية تحتية، وتفجير منزل يعود لعائلة أحد المقاومين قبل أن تنسحب.
في إطار العمليات، قامت قوات الاحتلال بمداهمة منازل المواطنين في المدينة ومخيم نور شمس شرق المدينة، وسط تصاعد أصوات الانفجارات وإطلاق نار كثيف في عدة أحياء. ووفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية، فقد فرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على مخيم نور شمس قبل أن تنسحب، ونقلت جرافاتها وآلياتها العسكرية إلى شارع نابلس ودوار ومدخل ضاحية إكتابا باتجاه المخيم، في حين شهدت المنطقة مواجهات عنيفة تخللها إطلاق كثيف للأعيرة النارية وتدمير وجرف للعديد من الشوارع.
إضراب شامل
في هذا السياق، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة طولكرم عن إضراب شامل يشمل جميع جوانب الحياة في المحافظة يوم الأحد، احتجاجاً وتضامناً مع ضحايا مخيم نور شمس وغزة، واستنكاراً لـ”الجرائم والمجازر” التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. كما أعلنت مديرية التربية والتعليم عن تعليق الدوام المدرسي في جميع مدارس المحافظة.
وارتفعت حصيلة الشهداء في محافظة طولكرم منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 51 شهيداً، فيما وصل عدد شهداء الضفة الغربية إلى 296. يأتي هذا التصعيد في ظل الأحداث الحالية والاعتداءات الإسرائيلية التي تثير الغضب والاستنكار على مستوى واسع في المجتمع الفلسطيني.
هجوم المستوطنين
من جهة أخرى، شن عشرات المستوطنين المتطرفين هجومًا على البدو الذين يقيمون في منطقة طريق المعرجات غرب مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت منظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو أن عشرات المستوطنين من ميفئوت يريحو اقتحموا التجمعات البدوية في المعرجات ثلاث مرات منذ ساعات الصباح. وأشارت المنظمة إلى أن المستوطنين قاموا برشق منازل المواطنين بالحجارة، مروعين سكان المنطقة الذين أجبروا على الابتعاد عن منازلهم، وعبروا عن تخوفهم من تكرار هجمات هؤلاء المستوطنين.
في سياق مواز، وخلال الحرب المدمرة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، زاد الجيش عنف عمليات الاقتحام والتفتيش والاعتقال والقتل في الضفة الغربية المحتلة. وقد أدت هذه الأحداث إلى استشهاد 297 فلسطينيًا وإصابة نحو 3430، إضافة إلى اعتقال 4520 فردًا، وفقًا لمصادر رسمية فلسطينية.
وحتى مساء يوم أمس الجمعة، بلغ عدد القتلى في غزة 18,800 فلسطيني، والجرحى 51,000، وكانت غالبيتهم من الأطفال والنساء. وتسببت هذه الأحداث في دمار هائل للبنية التحتية وخلقت أزمة إنسانية غير مسبوقة.