انسحاب الاحتلال من جنين بعد ثلاثة أيام من اقتحامه والأونروا تُعلن عن عام 2023 كأكثره دموية في الضفة الغربية
“انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلية من مخيم جنين بعد عملية عسكرية استمرت ثلاثة أيام، في حين واصل الجيش الإسرائيلي حملات الاعتقال الليلية في الضفة الغربية. وفي تقرير لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وُصف العام 2023 بأنه “الأكثر دموية” في الضفة.
صباح اليوم الخميس، استشهد ثلاثة شبان فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف الحي الشرقي في مدينة جنين، حسب تقرير الهلال الأحمر الفلسطيني. وأعلن الهلال الأحمر أن القصف أسفر أيضًا عن إصابة ستة شبان آخرين، حيث وُصفت جروح ثلاثة منهم بأنها خطيرة.
بارتفاع حصيلة الشهداء إلى 12 في جنين ومخيمها، بدأت الاحتجاجات ضد الاحتلال الإسرائيلي. سجّلت كاميرا الجزيرة جزءًا من الاشتباكات في محيط مخيم جنين، حيث أرسل الاحتلال تعزيزات إضافية إلى المنطقة.
وأفاد مراسل الجزيرة بتصاعد الاشتباكات في الحي الشرقي، مع استقدام قوات الاحتلال تعزيزات وآليات إضافية. ونقل عن المراسل أن اشتباكات اندلعت في بلدة رمانة غرب جنين، حيث نجحت المقاومة في تفجير عبوة ناسفة في آلية عسكرية تابعة للقوات الإسرائيلية خلال اقتحامها للمدينة.
استنكار فلسطيني
أفادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأن العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ فجر الثلاثاء الماضي تعتبر امتدادًا للحرب الشاملة التي تُشنها حكومة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء وجوده. تأتي هذه الحملة في إطار محاولة يائسة للقضاء على روح المقاومة التي تسكن في قلب شعبنا الفلسطيني البطل.
وفي دعوتها إلى الجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية، حثت حماس على تصعيد المقاومة في جميع المدن والقرى، بهدف دحر الاحتلال وتحرير أرض فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.
من جهتها، أشارت حركة الجهاد الإسلامي إلى أن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في مخيمات ومدن الضفة، خاصة في مخيم جنين، تشكل محاولة يائسة لتعويض خسائره في أرض غزة. وأكدت على استمرار المقاومة في مواجهة الاحتلال، حيث يواصل المقاومون في غزة وجنين المواجهة المفتوحة ضد العدو.
اعتقالات متواصلة
في سياق ذا صلة، أفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت حملة واسعة من المداهمات والاقتحامات فجر اليوم الخميس، استهدفت عدة مدن وبلدات في الضفة الغربية.
وأوضح المراسل أن الجيش الإسرائيلي قام بالاقتحام في ساعات الفجر في قرى قباطية، رمانة، الزبابدة، السيلة الحارثية، واليامون بقضاء جنين شمال الضفة الغربية، حيث نفذ سلسلة من عمليات الاعتقال بحق المواطنين.
وفي إطار هذه الحملة، ألقت قوات الاحتلال القبض على 30 فلسطينيًا في قرية تلفيت جنوبي نابلس، وداهمت منازل في بلدة بيت إيبا شمال غرب نابلس، مع اعتقال شابين.
وتتواصل زيادة عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية نتيجة لتنفيذ الجيش الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر الماضي، عمليات مستمرة من المداهمات والاقتحامات في قرى وبلدات الضفة والقدس، مصحوبة بمواجهات وإطلاق للرصاص وقنابل الغاز، وقد أسفرت هذه العمليات عن اعتقال نحو 3792 فلسطيني، وفقًا لأحدث إحصائيات مؤسسات مختصة في شؤون الأسرى.
الأكثر دموية
وفقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وُصف العام 2023 بأنه “الأكثر دموية” في الضفة الغربية منذ بداية تسجيل وتوثيق الأمم المتحدة لعدد ضحايا ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة عام 2005.
تم ذلك ضمن تقرير يستعرض الوضع الإنساني في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث يمر أكثر من شهرين على اندلاع الحرب الإسرائيلية على القطاع. وقد ارتفعت حدة المداهمات والاعتقالات التي تنفذها القوات الإسرائيلية في الضفة خلال هذه الفترة.
أشارت الأونروا إلى أن عام 2023 يعد الأكثر دموية بالنسبة لحالات استشهاد الفلسطينيين في الضفة، حيث بلغ عدد الاستشهاديين 271 على أيدي القوات الإسرائيلية، بما في ذلك 69 طفلاً، بالإضافة إلى 8 فلسطينيين استشهدوا على يد المستوطنين الإسرائيليين.
وأشارت الوكالة أيضًا إلى استشهاد فلسطينيين اثنين آخرين، ولكن دون معرفة المسؤول عن مقتلهما، سواء كانوا من “الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين”، وفقًا للبيان الصادر عنها.