اقتصاد

انخفاض كبير في عدد المليارديرات في الصين مع تزايد التحديات الاقتصادية والسياسية

شهدت الصين انخفاضاً كبيراً في عدد أصحاب المليارات بالدولار بنسبة تجاوزت الثلث خلال السنوات الثلاث الماضية، وفقاً لتقرير مجموعة هورون الذي نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”.

في عام 2021، وصل عدد أصحاب المليارات في الصين إلى ذروته بمقدار 1185 مليارديراً، ليتراجع حالياً إلى 753 شخصاً فقط، مسجلاً انخفاضاً قدره 36%، وهو ما يتجاوز بكثير تراجع قيمة اليوان (الرنمينبي) مقابل الدولار بنسبة 10% خلال نفس الفترة، ما يدل على وجود تأثيرات اقتصادية أعمق من مجرد تقلبات العملة.

على مدار العام الماضي، تراجع عدد أصحاب المليارات بنسبة 16%، رغم انخفاض اليوان بنسبة 2.5% فقط مقابل الدولار، مما يعكس تأثرهم الكبير بتباطؤ الاقتصاد.

في هذا السياق، تمكن تشانغ يي مينغ، مؤسس شركة بايت دانس المالكة لتطبيق “تيك توك” من تصدر قائمة الأثرياء في الصين للعام 2024، بثروة تقدر بحوالي 49 مليار دولار، متقدماً من المركز الرابع إلى القمة، متجاوزاً منافسيه التقليديين. على الرغم من التحديات التي تواجهها شركته في الولايات المتحدة بسبب محاولات الحكومة الأميركية تقييد نشاطاتها، نجح تشانغ في بناء ثروته بفضل الشعبية العالمية المتزايدة لتطبيق “تيك توك”.

في المقابل، تراجع تشونغ شانشان، مالك شركة “نونغفو سبرينغ” للمياه المعبأة، إلى المركز الثاني بعد الضغوط الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي التي اتهمت شركته بالتحيز لليابان، مما أدى إلى انخفاض أسهمها بنسبة 40%.

وتعكس هذه التغيرات في قائمة الأثرياء تحولاً في طبيعة أصحاب الثروات في الصين، حيث تراجعت أسماء بارزة في قطاع العقارات بسبب انهيار السوق العقاري، فيما برز رواد الأعمال في مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة. على سبيل المثال، جاء بوني ما، مؤسس شركة “تينسنت”، في المرتبة الثالثة بثروة تقدر بـ44.4 مليار دولار، بينما حل كولين هوانغ، مؤسس “بيندودو” في المركز الرابع بثروة تصل إلى 34.5 مليار دولار.

وقد أظهرت القائمة أيضا تنامي حضور المليارديرات الجدد الذين يتمتعون بنظرة دولية واسعة، حيث يسعون إلى التوسع خارج الحدود، خاصة في ظل التنافس المتزايد في الأسواق الصينية. على سبيل المثال، احتل كريس شو يانغتيان، مؤسس منصة “شي إن” العالمية للأزياء، المرتبة 76 بثروة قدرها 7 مليارات دولار.

ويعتبر تقرير هورون مؤشراً على التحديات الكبيرة التي يواجهها الأثرياء في الصين وسط التغيرات الاقتصادية والسياسية، حيث أشار روبرت هوغورف، رئيس المجموعة، إلى أن انخفاض عدد المليارديرات للعام الثالث على التوالي يعد سابقة غير مألوفة، مرجعاً ذلك إلى الأداء الضعيف للأسواق المالية الصينية والقيود المفروضة على بعض القطاعات، فضلاً عن تراجع الثروات في قطاعات كانت مزدهرة مثل العقارات والطاقة المتجددة.

زر الذهاب إلى الأعلى