الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح الاحتلال رفح
حذرت الفصائل الفلسطينية من الآثار المدمرة والإنسانية التي قد تحدث، والتهديد المتزايد للأمن القومي في المنطقة، بما في ذلك مصر، في حال قيام جيش الاحتلال بغزو مدينة رفح. جاءت هذه التحذيرات في ضوء تقارير إعلامية إسرائيلية تفيد بزيارة مسؤولين إسرائيليين إلى القاهرة. وفي السياق نفسه، أعلنت الأمم المتحدة رفضها التعاون مع الاحتلال.
أكدت الفصائل الفلسطينية في غزة أن الإدارة الأميركية والمجتمع الغربي يتحملان مسؤولية أي عمل عسكري يستهدف رفح، مشيرة إلى أن القوى والمؤسسات الدولية ستلعب دورًا في محاسبة من يرتكب أي جرائم في المدينة.
وأشارت إلى أن العدوان على رفح قد يؤدي إلى انفجار يهدد الأمن القومي في المنطقة بأسرها ويخص بالذات مصر، مشيرة إلى أنه من الممكن أن يؤدي هذا العدوان إلى إيقاف تدفق المساعدات عبر معبر رفح، الذي يُعتبر شريان الحياة الوحيد المتبقي.
وأكدت الفصائل استعدادها لمواجهة أي تهديدات، بما في ذلك احتمالية اجتياح رفح، وأن جميع الخيارات متاحة لها لحماية شعبها وإفشال مخططات الاحتلال.
وناشدت الفصائل الدول العربية والإسلامية والدول الحرة وأحرار شعوب العالم باتخاذ إجراءات فعّالة لوقف العدوان وكسر الحصار، واستخدام كل الوسائل المتاحة للتصدي لأي تهديدات من جانب إسرائيل بشأن رفح.
دعت أيضًا الجماهير العربية والإسلامية والشعوب الحرة في كل مكان إلى التظاهر للتنديد بحرب الإبادة المستمرة، وضغط الأنظمة الرسمية في العالم العربي والإسلامي والغربي لتحمل مسؤولياتها في وقف هذه الحرب.
من جانبها، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية استعدادها لهجوم على رفح، مع الإشارة إلى التنسيق الوثيق مع مصر. وتم الإعداد لإجلاء السكان المدنيين من رفح، مع إقامة مخيمات لاستيعاب النازحين.
مصر نفت مرارًا وتكرارًا خططها لأي عملية عسكرية في رفح، وأكدت رفضها التام لأي اجتياح محتمل، في حين تصر إسرائيل على ضرورة اجتياح المدينة بزعم وجودها كمعقل لحركة المقاومة.
الأمم المتحدة ترفض
أفادت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن الأمم المتحدة تعارض العملية المحتملة في مدينة رفح ولا تنوي تسهيلها نيابة عن الجيش الإسرائيلي. وأضافت المصادر أنه من المحتمل أن تقوم جهات محلية ببناء البنية التحتية الإنسانية في ظل غياب جهود الجيش وعمال الإغاثة الأمميين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإجلاء المدنيين من رفح.
بالإضافة إلى ذلك، طالبت الجامعة العربية مساء الأربعاء الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بوقف تصدير السلاح والذخائر لإسرائيل، محذرة تل أبيب من تداعيات إقدامها على اجتياح مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأدان مجلس الجامعة الذي انعقد على مستوى المندوبين بمقره في القاهرة، بشدة استمرار العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وجريمة الإبادة الجماعية، وحذر من أن نية جيش الاحتلال الإسرائيلي اجتياح مدينة رفح ستعني مذبحة جديدة للشعب الفلسطيني، مشدداً على أن إسرائيل تتحمل مسؤولية سياسية جنائية كبرى بشأنها.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تشن حرباً على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال والنساء، وتسببت في معاناة إنسانية جسيمة ودمار هائل في المنطقة. وعلى الرغم من صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، ومثولها أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب “إبادة جماعية”، فإن إسرائيل تواصل حربها المدمرة على القطاع.