الصين تطلق حملة شاملة لمكافحة السمنة وسط تحذيرات من تفاقم الظاهرة بحلول 2030

الصين تتصدى لارتفاع معدلات السمنة بإجراءات وقائية وتوعوية شاملة
تسعى الحكومة الصينية إلى مواجهة تنامي ظاهرة السمنة بين سكانها، البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة، وسط مؤشرات مقلقة تشير إلى أن أكثر من نصف البالغين يعانون من زيادة الوزن.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد في بكين على هامش جلسات مؤتمر الشعب، أشار وزير لجنة الصحة الوطنية، لي هايتشاو، إلى أن “بعض الرفاق يواجهون صعوبات في التحكم بأوزانهم، ويعانون من مشكلات صحية مزمنة مرتبطة بالسمنة”.
وفي إطار التصدي لهذه الظاهرة المتفاقمة، أعلن الوزير عن سلسلة من الخطط المستقبلية، تشمل تعزيز برامج التوعية الصحية في المؤسسات الطبية، وإنشاء مراكز استشارية متخصصة في تقديم الدعم والإرشاد للمراجعين الخارجيين.
كما تشمل المبادرات المقترحة تشجيع الفنادق على وضع موازين في غرف النزلاء كإجراء معياري، بهدف مساعدة الزوار، خصوصًا رجال الأعمال، على مراقبة أوزانهم بشكل منتظم.
ويُعد التعامل مع السمنة تحديًا حديثًا نسبيًا في الصين، التي عانت في الماضي من أزمات مجاعة قاسية، خاصة في منتصف القرن العشرين. ووفقًا لبيان صحفي صدر العام الماضي بمناسبة إطلاق أول إرشادات وطنية متعددة التخصصات لمكافحة السمنة، أقر المسؤولون بأن البلاد “واجهت على مدى قرون صعوبة في تأمين الغذاء لسكانها”، مشيرين إلى أن سوء التغذية كان هو التحدي الصحي الأبرز حتى انطلاقة الإصلاحات الاقتصادية في أواخر سبعينيات القرن الماضي.
لكن تغير الظروف الاقتصادية والمعيشية أسهم في تحول النمط الغذائي، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الأمراض المزمنة، وعلى رأسها السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي أكد الوزير لي أنها ترتبط ارتباطًا مباشرًا بأنماط الحياة الحديثة.
وتبدو المؤشرات المستقبلية مثيرة للقلق، حيث كشفت لجنة الصحة الوطنية أن أكثر من 50% من البالغين في الصين كانوا يعانون من زيادة الوزن عام 2020، محذّرة من أن هذه النسبة قد تصل إلى 65.3% بحلول عام 2030 إذا لم تُتخذ إجراءات فعالة وعاجلة.