الصناديق السيادية بالخليج تهيمن على الاستثمار العالمي بصفقات تبلغ 52 مليار دولار
برزت صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط كأكبر القوى المسيطرة في المشهد الاستثماري العالمي، حيث تشكل أكثر من نصف قيمة الصفقات التي أبرمها المستثمرون المدعومون من الدولة في النصف الأول من عام 2024، بحسب بيانات وكالة بلومبيرغ، في ظل تراجع إنفاق نظيراتها العالمية.
طفرة استثمارية
دعم صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، وجهاز أبوظبي للاستثمار، وجهاز قطر للاستثمار مجتمعين صفقات بقيمة 52 مليار دولار، وفقًا لشركة “غلوبال إس دبليو إف الاستشارية”. هذا المبلغ يمثل 54% من إجمالي 96 مليار دولار نشرتها صناديق الثروة السيادية حول العالم، وهي أعلى نسبة منذ عام 2009، بحسب ما نقلته بلومبيرغ عن الشركة.
في النصف الثاني من عام 2023، بلغت مساهمة صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط 39%.
أهمية إستراتيجية
تظهر هذه الأرقام -بحسب بلومبيرغ- الأهمية الإستراتيجية لصناديق الشرق الأوسط، التي تدير أصولاً بقيمة 4 تريليونات دولار، في التدفقات الرأسمالية العالمية. ويجذب الإقليم اهتمام المصرفيين الاستثماريين، وقادة التكنولوجيا، والمديرين التنفيذيين للشركات، بحثًا عن الدعم لعمليات الشراء وجمع الأموال الجديدة وخطط الاستثمار.
صرح دييغو لوبيز، العضو المنتدب لـ”غلوبال إس دبليو إف الاستشارية”، قائلاً: “في حين أن حالة عدم اليقين في السوق دفعت الصناديق العالمية إلى توخي الحذر، فإن الصناديق في الخليج، وخاصة في أبوظبي، حققت مكاسب كبيرة من النفط وأصبحت أكثر نشاطًا من أي وقت مضى”.
كبار اللاعبين واتجاهاتهم
كان صندوق الاستثمارات العامة السعودي الأكثر نشاطًا على مستوى العالم في النصف الأول من العام، بدعم من تحويلات الأصول من الحكومة. ورغم أن أسعار النفط الحالية غير كافية لتغطية الإنفاق الحكومي، فقد وجدت الحكومة السعودية طرقًا بديلة لتمويل أنشطة الصندوق.
على النقيض، قللت عدة صناديق آسيوية، بما في ذلك “جي آي سي بتي” و”تيماسك هولدينغ بتي” السنغافورية، من استثماراتها. ورغم انخفاض المبلغ المطلق الذي استثمرته صناديق الثروة السيادية من السعودية والإمارات وقطر والكويت وعمان والبحرين، فقد زادت حصتها من إجمالي الاستثمارات العالمية التي تسيطر عليها الدولة.
وليست كل الاستثمارات موجهة نحو الخارج. فعلى سبيل المثال، كانت أكبر صفقة لصندوق الاستثمارات العامة تركز على الداخل، فيما استحوذ صندوق “لونيت” في أبوظبي على حصة في أكبر برج مكاتب في دبي.