تقنية

السلطات الأمريكية تكشف هشاشة أمان الهواتف الذكية بعد اختراق هاتف مهاجم ترامب في أقل من 48 ساعة

نجحت السلطات الأمريكية في اختراق هاتف مهاجم دونالد ترامب خلال أقل من 48 ساعة، رغم كونه من أحدث هواتف “سامسونغ” التي تلقت آخر تحديثات “أندرويد”. جاء الاختراق في إطار تحقيق قضائي للكشف عن هوية المهاجم ونواياه، مما أثار جدلاً كبيراً في عالم الأمن السيبراني، وسلط الضوء على هشاشة أنظمة تأمين الهواتف الذكية بمختلف أنواعها وإصداراتها.

ما جرى مع هاتف توماس كروكس، مهاجم ترامب، ليس حالة نادرة؛ بل هو نموذج يتكرر يومياً في مكاتب الهيئات الفيدرالية والسلطات القانونية الأمريكية، وكذلك في دول أخرى حول العالم. وعلى الرغم من أن الأدوات المستخدمة تختلف عن أدوات التجسس السيبراني الخبيثة، فإنها تمكّن من اختراق الهواتف والوصول إلى بياناتها دون إذن المالك.

تدّعي جميع شركات الهواتف أنها تصنع أجهزة “آمنة” يصعب اختراقها، مثل “آبل” و”سامسونغ”، لكن يبقى السؤال: هل هذا الادعاء حقيقي أم مجرد خطوة تسويقية لإقناع المستخدمين؟

أدوات اختراق في متناول اليد

وفقاً لتقرير مؤسسة “آب تيرن” لعام 2020، تمتلك أكثر من ألفي مكتب تحقيق وهيئة قانونية أمريكية أدوات اختراق متطورة، قادرة على تجاوز حماية أقوى الهواتف الذكية، وتصل تكلفة بعض هذه الأدوات إلى 30 ألف دولار. وتتصدر الشركات الإسرائيلية هذا المجال، مثل “سيليبريت” (Cellebrite) و”غراي شيفت” (GreyShift)، إلى جانب برمجية “بيغاسوس” (Pegasus) التي تطورها شركة “إن إس أو” (NSO).

تساؤلات حول أمن الهواتف الذكية

في الوقت الذي يسهل فيه الوصول إلى تقنيات مثل “بيغاسوس”، تثار تساؤلات عن دور الشركات المطورة لها وقانونية عملها، خاصة أن هذه الشركات تقدم خدماتها بسهولة لأي جهة ترغب في اقتنائها، سواء كانت للاستخدام القانوني أو غير القانوني.

على الرغم من حملات “آبل” الدعائية التي تهاجم هواتف “أندرويد” كأقل أماناً، فإن التطورات الأخيرة تشير إلى أن هواتف “آيفون” لم تعد محصنة كما كانت في الماضي. فقد أظهرت تقارير أن أحدث برمجيات “سيليبريت” قادرة على اختراق هواتف “آيفون 14” ونظام “آي أو إس 17”.

هل كان سنودن محقاً؟

يرجع النقاش حول أمان الأجهزة الذكية إلى تصريحات إدوارد سنودن عام 2013، الذي كشف أن جميع الأجهزة التقنية الحديثة ما هي إلا أدوات تجسس متطورة. وتظهر التطورات الحالية في أدوات اختراق الهواتف والتجسس صحة تلك المخاوف، مما يطرح السؤال: هل يمكننا فعلاً أن نثق في هواتفنا الذكية؟

زر الذهاب إلى الأعلى