الدوحة تستضيف جولة جديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل
تستضيف العاصمة القطرية الدوحة اليوم، الخميس، جولة جديدة من المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل.
وقبل بدء محادثات الدوحة، تلقى رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. ناقش الطرفان مستجدات جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الصراع في غزة والتوترات في الشرق الأوسط، مؤكدين على ضرورة التهدئة وخفض التصعيد في المنطقة. وأكدت الخارجية الأمريكية أن الجانبين اتفقا على أنه يجب على الأطراف المعنية تجنب أي إجراءات قد تقوض جهود التوصل إلى اتفاق.
في الوقت ذاته، ناقش بلينكن مع نظيره المصري، بدر عبد العاطي، الأهداف المشتركة لتعزيز الاستقرار الإقليمي والجهود الدبلوماسية للحد من التوترات. وأكدت الخارجية المصرية ضرورة التوصل إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار في غزة، وتوفير المساعدات الإنسانية بشكل كامل، والانخراط بجدية في جهود الوساطة.
من جهة أخرى، أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وسع قليلاً التفويض الممنوح للفريق المفاوض بشأن صفقة التبادل، معتبراً أن ذلك يبرر سفرهم إلى جولة المحادثات في قطر. وأكد المسؤولون الإسرائيليون أن المرونة التي أظهرها نتنياهو قد تسهم في تقدم المفاوضات، لكنهم لم يؤكدوا ما إذا كانت كافية لإبرام اتفاق.
أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو متمسك بشرطين رئيسيين قبيل المفاوضات: الحفاظ على محور فيلادلفيا وإجراء تفتيش على العائدين لشمال قطاع غزة. وفي حال الانسحاب من هذا المحور، تطالب إسرائيل باتخاذ إجراءات تمنع حماس من الاقتراب من حدود مصر.
في سياق متصل، أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو، دعمه لصفقة التبادل ووقف إطلاق النار، محاولاً تشجيع نتنياهو على قبول الاتفاق. وأوضح مصدر أن ترامب كان يهدف إلى تشجيع نتنياهو، ولكن لم يتضح ما إذا كان الرئيس السابق قد نجح في ذلك.
وفيما يتعلق بحركة حماس، أعلنت الحركة أنها لن تشارك في جولة المفاوضات الحالية، لكنها ستكون على استعداد للقاء الوسطاء لاحقاً للحصول على تحديث حول مقترحات إسرائيل. وأكد القيادي في حماس سامي أبو زهري أن الحركة متمسكة بورقة الوسطاء المقدمة في يوليو/تموز، والتي تستند إلى قرار مجلس الأمن وخطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن. وأضاف أن حماس ترى أن أي مفاوضات جديدة قد تؤدي إلى فرض شروط جديدة وارتكاب المزيد من المجازر.
تأتي هذه الجولة من المفاوضات في ظل أوضاع أكثر حساسية وتعقيداً، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران ومقتل القيادي في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت، ما يزيد من توتر الوضع في المنطقة.
منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة بدعم أمريكي، أسفرت عن أكثر من 132 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود. وقد وافقت إدارة بايدن مؤخراً على صفقات أسلحة جديدة لإسرائيل بقيمة تتجاوز 20 مليار دولار، رغم الضغوط التي تمارسها منظمات حقوقية لوقف الإمدادات العسكرية.