الجيش السوداني يوسع سيطرته في الفاشر ويقطع إمدادات الدعم السريع في الخرطوم

أعلن الجيش السوداني إحكام سيطرته على محاور استراتيجية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكداً تقدمه المستمر في المنطقة. كما أكد نجاحه في قطع خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع داخل القصر الرئاسي في الخرطوم.
وفي بيان صادر عن الفرقة السادسة مشاة، أشار الجيش إلى تقدمه الميداني في شمال دارفور، مشدداً على استمرار العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على مختلف المناطق.
من جانبه، أكد عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للجيش، ياسر العطا، أن العمليات القتالية لن تتوقف حتى “تحرير كل شبر من أرض السودان”، وذلك خلال كلمة ألقاها أمام القوات في مدينة الدَبة بالولاية الشمالية.
بدوره، قال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، إن القوات المسلحة ستواصل عملياتها وصولاً إلى مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، داعياً الأطراف التي تدعم قوات الدعم السريع إلى التوقف عن ذلك.
حصار القصر الرئاسي وهجوم في أم درمان
أفادت مصادر للجزيرة بأن الجيش السوداني قطع خطوط الإمداد عن قوات الدعم السريع التي حاولت نقل تعزيزات للقصر الرئاسي، ما أدى إلى محاصرة عناصر الدعم السريع داخله بعد استعادة الجيش السيطرة على محيطه.
وفي سياق العمليات العسكرية، شن الجيش هجوماً من مواقعه في أم درمان على تجمعات الدعم السريع في الخرطوم، مؤكداً استعادته السيطرة على حي كافوري، أحد أبرز معاقل قوات الدعم السريع في الخرطوم بحري.
مجزرة القطينة واتهامات بالعنف الممنهج
تزامناً مع هذه التطورات، اندلعت معارك عنيفة في المحور الشمالي لولاية النيل الأبيض، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات المصابين في بلدات قرب مدينة القطينة.
وصف وزير الإعلام السوداني، خالد الأعيسر، هذه الهجمات بأنها “ممارسة للعنف الممنهج ضد المدنيين العزل”، مؤكداً أن الاستهداف شمل سكان قرى ولاية النيل الأبيض.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية السودانية أن قوات الدعم السريع ارتكبت مجزرة مروعة في القطينة، راح ضحيتها 433 شخصاً. كما كشف مسؤول حكومي بالولاية عن مقتل 200 شخص على الأقل في بلدات الكداريس والحاج موسى والخليوات والوادي الرقيق، متهماً قوات الدعم السريع بإطلاق النار على أسر كانت تحاول الفرار عبر المراكب النهرية.
في السياق ذاته، أكدت مجموعة “محامو الطوارئ” أن أكثر من 200 شخص قُتلوا في هجمات على قرى بولاية النيل الأبيض خلال الأيام الثلاثة الماضية.
خريطة السيطرة الميدانية
تشير التطورات الأخيرة إلى تقلص المساحات التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، لا سيما في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان، بينما لا تزال تسيطر على أربع ولايات في إقليم دارفور.
وفي الخرطوم، تمكن الجيش من فرض سيطرته على 90% من مدينة بحري، ومعظم أجزاء أم درمان، إلى جانب 60% من وسط الخرطوم، حيث يحاصر القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما تحتفظ قوات الدعم السريع بمواقع في الأحياء الشرقية والجنوبية للمدينة.
خسائر الحرب والأزمة الإنسانية
منذ اندلاع الصراع في أبريل/نيسان 2023، خلّفت المواجهات أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدرت دراسات جامعية أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً، مما يعكس حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها السودان.