التمرد في صحراء الشكاك الموريتانية: الأحداث الجارية وتداعياتها
شهدت منطقة الشكات، أقصى شمال شرقي البلاد، يوم الأحد، تصاعدًا للتوتر بين جموع كبيرة من العمال المشاركين في التنقيب الأهلي عن الذهب وآليات تابعة لشركة أجنبية متخصصة في نفس المجال، وذلك في مشهد استثنائي أثار انتباه الرأي العام.
وفقًا لمراسل “صحراء ميديا” في تيرس الزمور، فإن المنقبين المستاءين قاموا بمهاجمة آليات شركة “أميرال مينينغ” بالحجارة، متهمين إياها بالتنقيب في منطقة مخصصة للتنقيب الأهلي على الذهب.
وأشارت مصادر موثوقة في الميدان إلى أن العمال الخاصين بالشركة قاموا بالفرار من الموقع بعد الهجوم، وأن الهجوم أسفر عن تكبيد الآليات خسائر مالية جسيمة.
بداية الأزمة تعود إلى قرابة ثلاثة أيام، حيث استوردت شركة “أميرال مينينغ”، التي تمتلك ترخيصًا للتنقيب عن الذهب في المنطقة، آليات حفر وتنقيب، وادعت استخدامها في أبحاث ميدانية لاكتشاف موارد المياه.
وبدأت الشركة، التي مقرها الرئيسي في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، أعمال التنقيب في منطقة يعتبرها المنقبون مخرجًا عن الإطار الجغرافي المحدد في ترخيصها.
وعلى الرغم من تأكيدات الشركة بأن أنشطتها تتمحور حول البحث عن المياه وليس الذهب في تلك المنطقة، إلا أن المنقبين أصروا على أن الشركة تقوم بالحفر بطريقة تشبه التنقيب عن الذهب بدليل استخدامها لطرق أفقية بدلاً من الطرق العمودية المعتادة في البحث عن المياه.
خلال هذا الصراع، قام قادة المنقبين بالاتصال بأفراد من الدرك الوطني المرافقين للشركة، مؤكدين على أن الشركة لا تقوم بأبحاث ميدانية للمياه، بل تقوم بأعمال تنقيب عن الذهب في مناطقهم.
وعلى الرغم من ذلك، قدمت الشركة للدرك تراخيصها التي حصلت عليها من الشركة الوطنية للمياه، تثبت حقها في القيام بأعمال التنقيب عن المياه.
من جانبهم، طالب ممثلو المنقبين من الشركة التوقف عن أعمال الحفر لحين التوصل إلى اتفاق مع السلطات المختصة، وخاصة مع شركة معادن موريتانيا، وقد تم ذلك فعليًا، لكن الشركة استأنفت أعمال الحفر يوم الأحد.
وتسببت استئناف الأعمال في الحفر في غضب شديد بين المنقبين، الذين شنوا هجومًا على موقع الشركة، مخلفين أضرارًا جسيمة في الآليات.
تم تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر هجوم المنقبين على الآليات باستخدام العصي والحجارة، مع ترديدهم شعارات تنادي بالدفاع عن حقوقهم.
وأفادت مصادر موثوقة أن الدرك الوطني اعتقل عددًا من قادة الهجوم، لكن لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الموريتانية بشأن الحادثة، وخاصة من شركة معادن موريتانيا.