الصحة

اكتشاف عقار جديد يساعد في إنقاص الوزن وتحسين حساسية الأنسولين دون آثار جانبية

كشف علماء من جامعة كوبنهاغن في الدنمارك عن اكتشاف عقار جديد يساهم في إنقاص الوزن من خلال تقليل الشهية، زيادة استهلاك الطاقة، وتحسين حساسية الأنسولين دون التسبب في الغثيان أو فقدان كتلة العضلات. ويأمل الباحثون في إجراء تجارب سريرية على البشر للتأكد من فعالية وأمان هذا العقار.

تم نشر هذه النتائج في مجلة “نيتشر” في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ويُتوقع أن يسهم العقار في علاج ملايين الأشخاص الذين يعانون من السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، والذين لا يستجيبون بشكل جيد للعلاجات الحالية.

التوازن بين استهلاك الطاقة وحرقها يتحدد الوزن بشكل رئيسي عبر التوازن بين كمية الطاقة التي نتناولها والطاقة التي نستهلكها. فإذا تناولنا كميات كبيرة من الطعام وحرقنا كميات قليلة من الطاقة، يتراكم فائض الطاقة في الجسم مما يؤدي إلى زيادة الوزن. بالمقابل، إذا قللنا كمية الطعام وزادنا حرق الطاقة، ينتقل الجسم إلى حالة حرق للسعرات المخزنة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.

العلاجات الحالية المعتمدة على إنكريتين تساعد في تعديل هذا التوازن عن طريق تقليل الشهية وتقليص إجمالي السعرات الحرارية المستهلكة. ومع ذلك، سعى العلماء في جامعة كوبنهاغن إلى تطوير طرق لزيادة السعرات الحرارية التي يحرقها الجسم، وهي خطوة ذات أهمية خاصة بالنظر إلى الأبحاث التي أظهرت انخفاضًا في استهلاك الطاقة أثناء الراحة مقارنة مع العقود السابقة.

الإنكريتين وتنظيم السكر في الدم الإنكريتين هو مجموعة من الهرمونات التي تفرزها الأمعاء وتلعب دورًا أساسيًا في تنظيم مستويات السكر في الدم. عندما نتناول الطعام، تحفز هذه الهرمونات البنكرياس لإفراز الأنسولين، المسؤول عن نقل الجلوكوز من الدم إلى الخلايا لاستخدامه كطاقة.

أهم الهرمونات في هذه المجموعة هما “جي آي بي” (GIP) و”جي إل بي-1″ (GLP-1)، حيث يضعف تأثير الإنكريتين لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

التجربة الجديدة: تنشيط مستقبلات إنكريتين 2 قرر العلماء اختبار تأثير تنشيط مستقبلات إنكريتين 2 (NK2R) في الفئران، ونجحوا في تحديد هذه المستقبلات من خلال الفحوص الجينية. وقد أظهرت النتائج أن تنشيط هذه المستقبلات يعزز من حرق السعرات الحرارية بأمان، ويقلل الشهية دون أي أعراض غثيان، ما يؤدي إلى فقدان الوزن وتحسين مرض السكري.

وأوضح البروفيسور زاك جيرهارت هاينز، من مركز الأبحاث الأيضية في جامعة كوبنهاغن، أن هذا الاكتشاف يعد تقدمًا مهمًا في علاج السمنة ومرض السكري، حيث يوفر وسيلة آمنة لزيادة استهلاك الطاقة والتحكم في الشهية دون التأثيرات الجانبية السلبية.

التوجه نحو التجارب السريرية بعد النجاح الذي حققته التجارب على الحيوانات، يعتزم الباحثون إجراء تجارب سريرية على البشر للتأكد من سلامة وفعالية العقار. وقالت فريدريك ساس، طالبة الدكتوراه في جامعة كوبنهاغن، إن الانتقال من الفئران إلى البشر يعد من أكبر التحديات في تطوير الأدوية، وأن هذه التجارب تمثل خطوة مهمة نحو تطبيق العلاج في البشر.

هذا الاكتشاف قد يمهد الطريق لجيل جديد من العلاجات التي ستكون أكثر فعالية وقابلة للتحمل، مما يوفر علاجًا أفضل لـ 400 مليون شخص في العالم يعانون من مرض السكري من النوع الثاني والسمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى