اقتحام الاحتلال على مستشفى كمال عدوان في غزة واحتجاز الطواقم الطبية
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بعد قصف مكثف وحصار دام لعدة أيام، وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن الحادثة. وأكد المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن القوات الإسرائيلية جمعت الرجال، بما في ذلك الطواقم الطبية، في ساحة المستشفى، مثيرة مخاوف من احتمال اعتقالهم أو تعرضهم لتصفية.
وأوضح القدرة أن القوات الإسرائيلية طلبت من إدارة المستشفى والطواقم الطبية تسليم قطعة سلاح تعود لرجل أمن في المستشفى، مما يشير إلى محاولة تبرير غير مقبولة لاقتحامها للمستشفى. وأبدى خوفه من استخدام هذه القطعة كذريعة لاستهداف الطواقم الطبية والمستشفى، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى إلى تضليل الرأي العام من خلال ادعاءات كاذبة بشأن استخدام المقاومة للمنشآت الطبية في أعمالها.
وأفادت الوزارة بأن داخل المستشفى يتواجد 60 جريحًا و12 طفلاً، بالإضافة إلى 100 فرد من الكادر الطبي والإداري، وأكثر من 3 آلاف نازح.
محاصرة المستشفى
أكد مدير مستشفى كمال عدوان، أحمد الكحلوت، أن ثلاثة أطفال في المستشفى، الذي تحاصره القوات الإسرائيلية، فقدوا حياتهم خلال الثلاثة أيام الماضية نتيجة نقص حاد في إمدادات الأكسجين، محذراً من تفاقم الأزمة وفقدان المزيد من الأرواح لنفس السبب.
وأوضح الكحلوت أن نقص الطعام والمياه الصالحة للشرب يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة المرضى ومرافقيهم داخل المستشفى.
وأشار إلى الظروف القاسية داخل المستشفى، حيث لا يتوفر ماء أو كهرباء أو مستلزمات طبية، مما يجعل إجراء العمليات الجراحية غير ممكن حاليًا، ويهدد بفقدان السيطرة تمامًا إذا استمر الحصار الإسرائيلي.
وفي حادثة أخرى، أكد الكحلوت أمس الاثنين استشهاد سيدتين وطفليهما، إضافة إلى إصابة سيدة ثالثة وبتر قدمها، جراء استهداف الجيش الإسرائيلي قسم الولادة والنساء داخل المستشفى.
وكشف أن الاحتلال يحاصر المستشفى بالدبابات والقوة النارية، مستهدفًا جميع الطرق المؤدية إليه، ويستهدف أي شخص يحاول الوصول إليه.
وجددت وزارة الصحة في غزة نداءها للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر للتدخل الفوري لإنقاذ حياة المحاصرين في المستشفى وحمايتهم.
وفي سياق آخر، أعلنت الوزارة الأسبوع الماضي أن القوات الإسرائيلية قامت باقتحام مستشفى كمال عدوان وإخراجه عن الخدمة بالقوة والإرهاب، مع تصاعد القلق من تأثير هذه الأحداث الكارثية على المدنيين والطاقم الطبي.
عرقلة القوافل الطبية
عبّر مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن قلقه العميق إزاء استمرار عمليات التفتيش المطولة للقوافل الطبية في قطاع غزة واحتجاز العاملين في مجال الصحة، مما أدى إلى وفاة مريض في حالة حرجة. وأفاد أن بعثة المنظمة قد تم إيقافها مرتين يوم السبت أثناء توجهها إلى شمال غزة عند نقطة تفتيش وادي غزة التي تديرها قوات الدفاع الإسرائيلية.
ونقلت البعثة 19 مريضًا في حالة حرجة وقدمت إمدادات طبية لعلاج الإصابات وإجراء العمليات الجراحية لتلبية احتياجات 1500 مريض في المستشفى الأهلي الذي تعرض لأضرار جسيمة بسبب الهجوم الإسرائيلي.
وأوضحت المنظمة أن موظفي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني احتجزوا لأكثر من ساعة أثناء طريقهم إلى المستشفى، حيث تعرضوا للتحقيق والاعتقال بشكل غير قانوني، وتعرض أحدهم للإهانة والضرب تحت تهديد السلاح.
وفي أثناء عودتهم، تم احتجاز بعض العاملين في مجال الصحة واستجوابهم لعدة ساعات، مما أدى إلى تأخر في تلقي العلاج ووفاة أحد المرضى في الطريق بسبب خطورة جراحه.
وأكدت المنظمة أن العمليات التفتيشية والاحتجاز غير المبرر يشكلان تهديدًا خطيرًا لحياة المرضى والعاملين في القطاع الصحي.