اشتباكات ضارية جنوب غزة ومقتل جندي إسرائيلي برفح
استشهد عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون جراء استمرار الغارات على مدينة غزة اليوم الجمعة، في اليوم الـ294 من العدوان الإسرائيلي. بينما أعلن جيش الاحتلال عن مقتل جندي في رفح، أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة جنوب القطاع.
أفادت السرايا أن مجاهديها يخوضون معارك ضارية مع جنود وآليات “العدو الصهيوني” في محاور التقدم شرق خان يونس جنوب غزة.
في وقت سابق من اليوم، أعلنت السرايا أنها قصفت بقذائف الهاون جنود وآليات “العدو الصهيوني” في محيط بوابة معبر رفح، وكذلك تجمعات جيش الاحتلال على طول خط الإمداد في محور “نتساريم”. يُذكر أن “نتساريم” هو ممر يفصل مدينة غزة وشمالها عن المنطقة الوسطى وجنوب القطاع، وقد أطلق عليه “مفرق الشهداء” بسبب استشهاد العديد من الفلسطينيين فيه خلال الأيام الأولى من انتفاضة الأقصى الثانية عام 2000.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) باستشهاد 5 مواطنين وإصابة آخرين في غارات استهدفت منزلين منفصلين في حي الصحابة شرقي مدينة غزة. كما قصفت طائرات إسرائيلية شقة سكنية في حي الدرج بغزة، مما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء. إضافة إلى ذلك، نسفت قوات الاحتلال العديد من المباني السكنية في منطقة المغراقة شمال دير البلح وسط قطاع غزة.
مساء أمس الخميس، استشهدت فلسطينية وأصيب آخرون في بلدة بني سهيلا نتيجة الغارات الإسرائيلية المتواصلة على خان يونس جنوبي قطاع غزة.
على الجانب الإسرائيلي، اعترف جيش الاحتلال بمقتل جندي في معارك رفح جنوب القطاع، أثناء استهداف جرافة من طراز “دي 9” بصاروخ مضاد للدروع. ووفقاً للأرقام المعلنة من الجيش الإسرائيلي، فقد قُتل 688 جندياً وضابطاً منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 328 في المعارك البرية في غزة، كما تشير المعطيات إلى إصابة 2147 جندياً في المعارك البرية بالقطاع.
تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، حرباً مدمرة على غزة أسفرت عن قرابة 129 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال. منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، استشهد 39,175 فلسطينياً، بينهم أكثر من 16,000 طفل ونحو 11,000 امرأة، وبلغ عدد الجرحى 90,403، ولا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات دون قدرة طواقم الإسعاف والإنقاذ على الوصول إليهم.
تجاهل الاحتلال قرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فوراً وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية وتحسين الوضع الإنساني في غزة. كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
للعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وقد أجبرت حربها نحو مليونين من سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون فلسطيني على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.