ارتفاع تاريخي في الأسواق الأميركية بعد خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي
أغلق مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” على ارتفاع تاريخي مساء الخميس، بعد يوم من إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) عن خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مع إشارة إلى احتمال مزيد من التخفيضات خلال العام الجاري.
شهدت أسهم الشركات الكبرى مكاسب جديدة، حيث سجلت كل من تسلا، وآبل، وميتا بلاتفورمز ارتفاعات ملحوظة، كما قفزت أسهم شركة إنفيديا المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى رفع مؤشر “بي إتش إل إكس” لأشباه الموصلات.
ساهمت بيانات طلبات إعانة البطالة الأفضل من المتوقع في تعزيز الثقة في السوق وزيادة الإقبال على المخاطرة عالميًا. وكان البنك المركزي الأميركي قد أعلن خفض سعر الفائدة عند الحد الأعلى للتوقعات، معبرًا عن ثقته المتزايدة في السيطرة على التضخم.
وعند الإغلاق مساء الخميس، صعد مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 1.70% ليصل إلى 5713.64 نقطة، كما ارتفع مؤشر ناسداك المجمع بنسبة 2.51% ليصل إلى 18013.98 نقطة، وتقدم مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.26% مسجلًا 42025.19 نقطة.
تأثيرات خفض الفائدة
أعلن محافظ المركزي الأميركي، جيروم باول، خفض سعر الفائدة بنسبة 0.5% لدعم نمو الاقتصاد. وتراوح نطاق الفائدة بين 4.75% و5%، مما تسبب في تذبذب أسعار المعادن الثمينة والسلع والعملات على مستوى العالم.
يأتي هذا التحرك ضمن جهود استمرت لعامين ونصف لخفض مستويات الأسعار التي ارتفعت نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، في وقت كانت فيه الاقتصادات العالمية تتعافى من جائحة كورونا. هذه الظروف دفعت إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات.
في أغسطس/آب الماضي، تراجع مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة إلى 2.5% على أساس سنوي، منخفضًا من 2.9% في يوليو/تموز، لكنه لا يزال أعلى من الهدف طويل الأجل للبنك المركزي البالغ 2%.
يأتي خفض الفائدة استجابة لضغوط السوق بعد بيانات أظهرت تباطؤًا في سوق العمل الأميركية، مما أثار مخاوف من ركود اقتصادي عالمي وسبب تراجعًا في أسواق الأسهم.
مع انخفاض الفائدة، تقل جاذبية الاستثمار في السندات، ويزداد الإقبال على أدوات استثمارية أخرى. ونتيجة لذلك، قفزت أسعار الذهب الفورية إلى أعلى مستوى على الإطلاق متجاوزة 2600 دولار للأوقية. كما ارتفعت أسعار السلع المقومة بالدولار -مثل النفط- نتيجة لزيادة الطلب عليها مع انخفاض قيمة الدولار.
