تقنية

اتهام مهندس سابق في “غوغل” بسرقة أسرار الذكاء الاصطناعي وتسليمها للشركات الصينية

تزامنًا مع الضجة التي أثارتها شركة “ديب سيك” الصينية بإطلاقها أول نموذج للذكاء الاصطناعي، أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن اتهام لين وي دينغ، المهندس السابق في “غوغل”، بسرقة أسرار تتعلق بتقنيات الذكاء الاصطناعي من الشركة وتسليمها إلى شركات صينية. ويعتبر هذا الاتهام بداية حرب اقتصادية جديدة بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

جاء هذا الاتهام بعد سلسلة من التحريات الدقيقة التي أجرتها وكالات فيدرالية، ضمن قوة عمل مشتركة أنشأتها إدارة بايدن في 2023 لمكافحة التكنولوجيا التخريبية التي تستهدف سرقة أسرار الشركات الأمريكية. وعلى الرغم من تأسيس هذه القوة في عهد بايدن، فإن الرئيس السابق ترامب كان قد دعم استمرارها وأشار في حملته الانتخابية إلى أنه سيعمل على تقويض وصول الصين إلى التقنيات الأمريكية ومنع التجسس التكنولوجي.

تفاصيل السرقة: أكثر من 1000 مستند سري

انضم لين وي دينغ، الذي يُعرف أيضًا باسم ليون دينغ، إلى “غوغل” في مايو 2019 كعضو في فريق التطوير البرمجي، ليبدأ في سرقة البيانات بعد ثلاثة أعوام. وخلال الفترة من مايو 2022 إلى مايو 2023، تمكن من سرقة وتحميل أكثر من 1000 مستند سري من “غوغل” إلى حسابه الخاص على خدمة التخزين السحابي “غوغل درايف”، بما في ذلك مستندات عن الشرائح التقنية التي تستخدمها الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي.

تتعلق المستندات التي سرقها دينغ بتقنيات شرائح الذكاء الاصطناعي التي كانت “غوغل” تعمل على تطويرها للمنافسة مع شرائح “أمازون” و”مايكروسوفت”، حيث تهدف الشركة إلى تقليل اعتمادها على شرائح “نفيديا”. وشملت المستندات معلومات عن تصميم الشرائح وطريقة عملها، بما في ذلك شرائح “تينسور” (TPU) المستخدمة في هواتف “بيكسل” ومراكز البيانات الخاصة بالشركة.

هل لشركة “ديب سيك” علاقة بالقضية؟

في الوقت الحالي، تواجه شركة “ديب سيك” الصينية اتهامات من الحكومة الأمريكية ومن “أوبن إيه آي” باستخدام “شات جي بي تي” لتدريب نموذجها للذكاء الاصطناعي “آر 1”. ورغم التحقيقات التي تقوم بها “أوبن إيه آي”، إلا أنه لم يتم الإعلان عن أي ارتباط بين “ديب سيك” وبين قضية دينغ، وفقًا لما ذكرته وزارة العدل الأمريكية.

تقرير الوزارة يشير إلى أن دينغ حصل على منصب تقني في إحدى الشركات الصينية الناشئة المختصة بالذكاء الاصطناعي، بينما كان لا يزال يعمل في “غوغل”، كما سافر إلى الصين للحصول على تمويل لهذه الشركات. وفي مايو 2023، أسس شركة تقنية ثانية في الصين تركز على الذكاء الاصطناعي، وقام برفع المستندات المسروقة إلى حسابه الشخصي حتى تم اعتقاله في مارس 2024.

التهم التي يواجهها دينغ

بحسب بيان وزارة العدل، يواجه دينغ 14 تهمة تجسس اقتصادي وسرقة أسرار تجارية، بما في ذلك سبع تهم لكل شركة عمل بها أثناء فترة عمله في “غوغل”. وقد تصل العقوبة القصوى لكل تهمة إلى 15 عامًا من السجن وغرامة تصل إلى 5 ملايين دولار، فيما تصل عقوبة سرقة الأسرار التجارية إلى 10 سنوات سجن وغرامة قدرها 250 ألف دولار.

دينغ أنكر جميع التهم الموجهة إليه، ولا يزال يحاول الدفاع عن نفسه في المحكمة رغم إدانته في أربع قضايا في مارس 2024. في الوقت الحالي، خرج بكفالة حتى يصدر الحكم النهائي عليه في باقي القضايا.

هل تمثل هذه المستندات خطرًا على الأمن؟

بعيدًا عن الأضرار الأمنية المحتملة التي قد تنتج عن تسريب هذه المستندات لمراكز البيانات الخاصة بـ “غوغل”، حيث يمكن من خلالها اختراق أي من هذه المراكز، فإن المستندات تكشف أيضًا عن خطط “غوغل” المستقبلية التي قد تكون مفيدة للمنافسين. وعلى الرغم من عدم وصول هذه المستندات إلى الشركات الصينية، فإنها تمنح الشركات الأخرى القدرة على تأسيس أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها وبناء شرائح متطورة دون الحاجة إلى شراء هذه التقنيات مباشرة، وهو ما تحاول الولايات المتحدة منع الصين من تحقيقه بأي شكل.

زر الذهاب إلى الأعلى