تقنية

إطلاق متجر “إكس بوكس” على “أندرويد”: تحديات وطموحات مايكروسوفت

شهدت الآونة الأخيرة تداول أخبار حول نية “إكس بوكس”، التابعة لشركة مايكروسوفت، إطلاق متجر خاص بها على هواتف “أندرويد”. يهدف المتجر إلى تحسين تجربة المستخدمين وتسهيل نشر الألعاب لمطوريها، إلى جانب تقديم خدمات أكثر سلاسة لعشاق ألعاب الشركة.

تعطيل الخطوة بسبب التحديات التنظيمية

رغم إعلان مايكروسوفت استعدادها لإطلاق المتجر في أي وقت، إلا أن مشاكل تنظيمية مع شركة “غوغل” أبطأت هذه الخطوة. يأتي هذا التأخير في ظل اهتمام مايكروسوفت الكبير بتسريع إطلاق المتجر، في حين تسعى غوغل للحفاظ على هيمنتها في قطاع التطبيقات.

متجر خاص لـ”إكس بوكس”

تُتيح منصة “إكس بوكس” تطبيقاً خاصاً على هواتف “أندرويد”، يمكن المستخدمين من البحث عن الألعاب، التواصل مع الأصدقاء، وحتى بدء تحميل الألعاب عبر الهاتف. كما يوفر التطبيق خاصية اللعب عن بُعد باستخدام تقنية “اللعب السحابي” (Xbox Cloud Gaming).

ومع ذلك، يفتقر التطبيق حالياً إلى ميزة شراء الألعاب مباشرة من داخله، وهو ما بررته مايكروسوفت بقيود تقنية تتعلق بتشغيل الألعاب السحابية إلى جانب الشراء المباشر. لكن يبدو أن الأسباب الحقيقية أعمق من ذلك، خصوصاً بعد الحكم القضائي الأخير الذي أجبر غوغل على السماح بمتاجر تطبيقات خارجية على أنظمة “أندرويد”.

الحكم القضائي وتأثيره على المنافسة

في أغسطس/آب الماضي، أصدرت المحكمة حكماً تاريخياً ضد غوغل يتهمها باحتكار قطاعات متعددة، من ضمنها متاجر التطبيقات. ألزمت المحكمة غوغل بالسماح بتثبيت متاجر تطبيقات خارجية، مما شجع مايكروسوفت على التحرك لإطلاق متجرها الخاص.

لكن غوغل لم تُظهر تعاوناً كاملاً مع هذا التوجه، إذ تحاول حماية عائداتها من المتاجر الداخلية، حيث تقتطع نسبة من مبيعات التطبيقات والألعاب المنشورة عبر متجر “غوغل بلاي”. في المقابل، يسعى متجر “إكس بوكس” الجديد إلى تجاوز هذه النسبة، وهو ما يهدد عائدات غوغل.

تصريحات المسؤولين

تحدثت سارة بوند، رئيسة قسم “إكس بوكس”، عن الخطط لإطلاق متجر “إكس بوكس” على “أندرويد” قريباً، مبشرة المستخدمين بإمكانية شراء الألعاب ولعبها مباشرة عبر التطبيق. في المقابل، نفت غوغل أي محاولات لتعطيل جهود مايكروسوفت، مشيرة إلى أن شروط متجرها متاحة منذ البداية.

تحديات اللعب السحابي ومستقبله

رغم أن متجر “إكس بوكس” الجديد قد يوفر تجربة لعب متكاملة على هواتف “أندرويد”، إلا أن خاصية اللعب السحابي ليست بالجديدة أو الحصرية، حيث تقدمها شركات مثل “سوني” و”نفيديا”.

يظل اللعب السحابي يواجه تحديات مثل جودة الاتصال واستقرار الإنترنت، مما يعيق تحقيق تجربة مثالية. لكن مع التطور في تقنيات الخوادم السحابية والذكاء الاصطناعي، يتوقع أن يشهد هذا القطاع نقلة نوعية في السنوات القادمة.

في النهاية، يبقى مستقبل متجر “إكس بوكس” مرهوناً بقدرة مايكروسوفت على تجاوز العقبات التنظيمية، وتحقيق تجربة مستخدم تنافسية تدفع عشاق الألعاب لاعتماد هذا المتجر الجديد.

زر الذهاب إلى الأعلى