إسرائيل تستهدف وكالة الأونروا بحملة إعلانات مضللة على غوغل لتقليص التمويل الدولي
منذ يناير/كانون الثاني الماضي، بدأت الحكومة الإسرائيلية حملة رقمية مكثفة ضد وكالة “الأونروا”، مستهدفةً عبرها شراء إعلانات على محرك البحث “غوغل”. تهدف هذه الحملة إلى تشويه سمعة الوكالة، التي تعتبر جهة إغاثة أساسية في قطاع غزة، وذلك في محاولة من إسرائيل للتأثير على الرأي العام وتقليل التمويل الدولي الموجه للوكالة، وفقًا لتقرير نشره موقع “وايرد”.
حملة إعلانية موجهة
في منتصف يناير/كانون الثاني، اكتشفت مارا كروننفيلد، المديرة التنفيذية لوكالة الأونروا في الولايات المتحدة، حملة إعلانية موجهة ضد منظمتها خلال بحث روتيني على “غوغل” باستخدام اسم “الأونروا”. وجدت كروننفيلد أن النتيجة الأولى كانت إعلاناً يروج للوكالة، لكنه كان يوجهها إلى موقع حكومي إسرائيلي يتضمن اتهامات متعددة ضد الأونروا، ويصوّرها كواجهة لحركة حماس. وكان الهدف من هذه الإعلانات هو إلقاء الشكوك حول حيادية الوكالة وفعاليتها، حسب تقرير “وايرد”.
أدركت كروننفيلد سريعاً أن هذا الإعلان جزء من حملة إعلانية منسقة على الإنترنت يقودها الجانب الإسرائيلي. كانت هذه الإعلانات مصممة بشكل مضلل للتأثير على المتبرعين المحتملين في الولايات المتحدة، وهي منظمة غير ربحية تجمع التبرعات لدعم عمليات الأونروا في قطاع غزة.
تأثير الحملة
تزامن اكتشاف الحملة مع اتهام إسرائيل لـ12 موظفاً في الأونروا بالمشاركة في عملية طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي. وقد صعّدت إسرائيل لهجتها ضد الأونروا بعد الحرب على قطاع غزة، ووصفتها بأنها منظمة خطيرة يجب وقف دعمها الدولي.
تشير التقارير إلى أن الحملة الإعلانية الإسرائيلية أثرت بشكل ملحوظ على جهود جمع التبرعات للأونروا في الولايات المتحدة. ففي عام 2023، شهدت الوكالة ارتفاعًا كبيرًا في التبرعات، حيث جمعت أكثر من 32 مليون دولار مقارنة بـ5 ملايين دولار فقط في العام السابق. ورغم ذلك، تسببت الحملة الإعلانية الإسرائيلية في تعقيد هذه الجهود، إذ ظهرت الإعلانات المضللة بنسبة 44% من الوقت على “غوغل”، مقابل 34% فقط لإعلانات الأونروا.
التواطؤ مع غوغل
طلبت مارا كروننفيلد وفريقها المساعدة من “غوغل” لمواجهة الحملة المضللة، لكن رد “غوغل” كشف عن العلاقة المعقدة بين الشركة والحكومة الإسرائيلية. كشفت تقارير أن الحملة ضد الأونروا كانت جزءاً من سلسلة أوسع من الإعلانات التي تنظمها الحكومة الإسرائيلية، مما أثار تساؤلات حول دور “غوغل” في تسهيل الدعاية السياسية لإسرائيل.
دافعت “غوغل” عن سياساتها، مشيرة إلى أنها تطبق قواعدها بصورة عادلة وتشجع على الإبلاغ عن الانتهاكات. ومع ذلك، استمرت شكاوى الأونروا بشأن الإعلانات التي تنتهك سياسات الشركة، واستمرت الحملة الإسرائيلية بإعلانات معدلة قليلاً.
استهداف أوسع
تمتد الحملة الرقمية الإسرائيلية إلى ما هو أبعد من الأونروا، حيث بدأت الحكومة الإسرائيلية بنشر إعلانات فيديو على “غوغل” في الولايات المتحدة تتهم الوكالة بتوظيف الإرهابيين. كما ظهرت إعلانات باللغة العربية على “يوتيوب” في الشرق الأوسط، تروج لوجهة نظر إسرائيل حول الحرب الجارية. وقد أثارت هذه الإعلانات انتقادات واسعة، وتسبب تكرارها في زيادة الشكوك حول دور “غوغل” في تسهيل الدعاية السياسية.