الأخبار الدولية

إثيوبيا تحذر من تصاعد التوترات في القرن الأفريقي مع بدء مهمة الاتحاد الأفريقي الجديدة في الصومال

أعلنت إثيوبيا، يوم الأربعاء، أن المهمة الجديدة التي سيقودها الاتحاد الأفريقي في الصومال، والمقرر بدءها في يناير 2025، قد تؤدي إلى تصاعد التوترات في منطقة القرن الأفريقي.

المهمة الجديدة، التي تُعرف بـ “بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال” (أوسوم)، ستخلف البعثة الانتقالية الأفريقية في الصومال (أتميس)، التي أُنشئت لمكافحة حركة الشباب المجاهدين، والتي تشن هجمات متواصلة في البلاد.

في هذا السياق، حذرت وزارة الخارجية الإثيوبية من أن المنطقة “تدخل في المجهول” بسبب التوترات المتصاعدة في القرن الأفريقي. وأكدت إثيوبيا أنها تتابع تطورات الوضع عن كثب، مشددة على أنها “لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتخذ جهات أخرى خطوات لزعزعة استقرار المنطقة.”

كما اتهمت إثيوبيا الصومال بالتعاون مع “جهات فاعلة غير معلنة”، في إشارة ضمنية إلى مصر، لتحقيق أهداف قد تهدد أمن واستقرار القرن الأفريقي.

التوتر مع مصر

تأتي هذه التحذيرات في سياق التوتر المستمر بين أديس أبابا والقاهرة، والذي تفاقم بسبب الخلافات حول سد النهضة الإثيوبي الكبير على نهر النيل. حيث تعتبر مصر السد تهديدًا “وجوديًا” لمواردها المائية نظرًا لاعتمادها شبه الكامل على مياه النيل.

في هذا الإطار، أرسلت القاهرة مؤخرًا شحنة كبيرة من المعدات العسكرية إلى الصومال، وهو ما تعتبره إثيوبيا تهديدًا مباشرًا لمصالحها الأمنية في المنطقة. وتزداد العلاقات بين إثيوبيا والصومال توترًا بعد توقيع أديس أبابا اتفاقًا بحريًا مع إقليم أرض الصومال (بونتلاند) الانفصالي، والذي يمنح إثيوبيا حق استخدام 20 كيلومترًا من ساحل أرض الصومال على خليج عدن لمدة 50 عامًا، مقابل اعتراف إثيوبيا بالإقليم كدولة مستقلة، وهو أمر لم تفعله أي دولة أخرى منذ إعلان أرض الصومال استقلالها من جانب واحد في عام 1991.

التعاون العسكري بين مصر والصومال

في الوقت نفسه، عززت مصر والصومال علاقاتهما العسكرية بتوقيع اتفاق تعاون عسكري في أغسطس 2023. وأشار سفير الصومال في مصر، علي عبدي، إلى أن الشحنة العسكرية التي أرسلتها مصر إلى الصومال يوم الأربعاء كانت “كبيرة”، دون الكشف عن تفاصيل محددة.

وأضاف عبدي أن مصر ستكون أول دولة تنشر قوات في الصومال بعد انسحاب قوات أتميس، مما يزيد من حدة التوتر في القرن الأفريقي، الذي يعاني بالفعل من تحديات أمنية وسياسية متعددة. ويبدو أن التنافس بين القوى الإقليمية، خاصة بين مصر وإثيوبيا، قد ينتقل إلى الصومال، مما يعرض استقرار المنطقة لمزيد من المخاطر.

يسعى المجتمع الدولي لدعم جهود السلام والاستقرار في الصومال، الذي يعاني منذ عقود من الصراع والفوضى.

زر الذهاب إلى الأعلى