أسواق القدس تعاني الركود بسبب إجراءات الاحتلال
جال المرء في أسواق البلدة القديمة في القدس المحتلة ليجد نفسه أمام منظر شبه خالٍ من الزوار، وهو مشهد لم يكن معتادًا في شهر رمضان، حيث تظهر الأسواق هذا العام شبه خاوية من الحركة والحيوية بفعل الإجراءات الصارمة التي فرضها الاحتلال على المدينة وزوارها. هذه الأسواق التي كانت عادة مقصدًا للزوار والسكان تبدو هذه المرة نائمة دون أن يعرف عنها أحد.
وقال أحد بائعي العصائر في البلدة القديمة إن شهر رمضان هذا العام يختلف تمامًا عن الأعوام السابقة، حيث عادة ما كان يشهد وفدًا كبيرًا من الزوار من الضفة الغربية والقدس ومناطق عام 1948 لزيارة المسجد الأقصى خلال هذا الشهر، لكن هذا العام وبسبب تشديدات الاحتلال، تراجعت أعداد الزوار بشكل كبير.
وأضاف صاحب أحد المحلات في البلدة القديمة أن الوضع التجاري أصبح سيئًا للغاية بفعل تقييدات الاحتلال والتفتيش المستمر للزوار والتجار، وهو ما أثر بشكل كبير على عدد زوار البلدة القديمة، الذين انخفضت أعدادهم واكتفى معظمهم بزيارة المسجد الأقصى دون التجول في الأسواق. كما أشار إلى أن الأوضاع الصعبة أدت إلى إغلاق العديد من المحلات.
من جهته، اعتبر صاحب محل حرف يدوية أن شهر رمضان هذا العام يعد صعبًا جدًا، حيث أصبح من الصعب على الناس القدوم من مختلف المناطق الفلسطينية، بما في ذلك المقدسيون، بسبب القيود المشددة، مشيرًا إلى أن البلدة القديمة بدت خالية على الرغم من أنها كانت في السابق تزخر بالزوار وقاصدي المسجد الأقصى المبارك.
وأكد أن شهر رمضان يمثل بالنسبة للبلدة القديمة شهر النشاط والحركة والروحانية، ولكن هذا العام شهدت تراجعًا كبيرًا في الأنشطة التجارية بسبب التدابير الصارمة التي فرضها الاحتلال، وأكد على استمراريته وصموده إلى جانب سكان المدينة القديمة.
وأضاف أحد سكان المدينة القديمة أن رمضان هذا العام يبدو حزينًا بلا زينة وبلا أجواء فرح، وذلك بسبب الظروف الصعبة التي يعيشها السكان، وخاصة سكان قطاع غزة والضفة الغربية، بالإضافة إلى التضييقات التي يفرضها الاحتلال على أهالي المدينة المقدسة.
وختم بالقول إن زوار المدينة يتجهون فقط إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة إذا ما تسنى لهم تجاوز العراقيل التي تفرضها قوات الاحتلال في البلدة القديمة، ويتجنبون زيارة الأسواق خوفًا من التصادم مع جنود الاحتلال المتمركزين في كل مكان.