ميقاتي في دمشق: زيارة تاريخية لتعزيز العلاقات اللبنانية-السورية بعد عقد من التوتر
وصل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، اليوم السبت إلى دمشق، في زيارة تعد الأولى لرئيس وزراء لبناني إلى سوريا منذ عام 2010. واستهل ميقاتي زيارته بلقاء مع قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، في خطوة تحمل دلالات سياسية مهمة على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين.
هبطت طائرة ميقاتي والوفد المرافق له في مطار دمشق، على متن رحلة تابعة للخطوط الجوية اللبنانية، وفق ما أكد مصدر رسمي لوكالة الصحافة الفرنسية. وتأتي هذه الزيارة، التي تعد الأولى لمسؤول لبناني إلى دمشق منذ إطاحة نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، استجابة لدعوة رسمية من الشرع.
وأعلنت رئاسة الحكومة اللبنانية أن الوفد المرافق لميقاتي يضم وزير الخارجية عبد الله بو حبيب، بالإضافة إلى ثلاثة من قادة الأجهزة الأمنية في لبنان. وشهدت العلاقات بين لبنان وسوريا توتراً على مدى عقود، منذ استقلال البلدين في الأربعينيات، إلا أن الطرفين عبّرا مؤخراً عن رغبتهما في تعزيز التعاون الثنائي. يُذكر أن سعد الحريري كان آخر رئيس وزراء لبناني زار دمشق في عام 2010.
تطورات في العلاقات اللبنانية-السورية
أوضح أحمد الشرع خلال لقاء سابق مع الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط في ديسمبر الماضي، أن سوريا ستتبنى نهجاً جديداً يقوم على احترام سيادة لبنان، متعهداً بعدم التدخل السلبي في شؤونه الداخلية.
خلفية النزاع
على مدى ثلاثة عقود، مارست سوريا وصاية مباشرة على لبنان وتحكمت بمفاصل الحياة السياسية فيه، إلى أن سحبت قواتها في عام 2005 تحت وطأة ضغوط محلية ودولية عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.
وفي تطور أمني حديث، أكد الشرع قبل أسبوع اتخاذ إجراءات لتهدئة الأوضاع على الحدود اللبنانية-السورية بعد اشتباكات مع مجموعات مسلحة أسفرت عن إصابة خمسة جنود لبنانيين. ويُشار إلى أن الحدود بين البلدين تمتد على مسافة 375 كيلومتراً، وتتسم بتداخل جغرافي يجعل من الصعب تحديد الفاصل بينهما، مع وجود ستة معابر برية رئيسية.
تداعيات سقوط نظام الأسد
منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي، شهدت سوريا موجة هروب لعناصر محسوبة على النظام، شملت مسؤولين أمنيين وسياسيين وضباطاً في الجيش وأفراداً من عائلاتهم، الذين لجأوا إلى دول مجاورة مثل العراق ولبنان، في محاولة للفرار من المحاسبة. وتضمنت هذه التحركات محاولات عبور غير شرعية إلى الأراضي اللبنانية.