قتلى في قصف باكستاني على مواقع في إيران والصين تعرض الوساطة
“الباكستان تعلن تنفيذ ضربات عسكرية دقيقة داخل إيران استناداً إلى معلومات استخباراتية، والصين تعرض الوساطة لتجنب تصاعد التوتر بين البلدين”
أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الباكستانية اليوم الخميس عن تنفيذ سلسلة من الضربات العسكرية الدقيقة داخل إيران، استناداً إلى معلومات استخباراتية تشير إلى نشاط إرهابي محتمل في محافظة سيستان وبلوشستان الإيرانية. وجاءت هذه الخطوة بعد يومين فقط من تنفيذ طهران لضربات داخل الأراضي الباكستانية. في سياق متصل، قدمت الصين عرضًا للوساطة بهدف تجنب المزيد من التصعيد بين الدولتين.
وأكدت الخارجية الباكستانية في بيانها أن هذه الضربات تمت بتنسيق عالٍ وتوجيه دقيق، استنادًا إلى معلومات موثوقة حول نشاط إرهابي محتمل وواسع النطاق في المنطقة المستهدفة.
أفادت مصادر باكستانية، ونقلت عنها وكالة الأنباء الجزيرة، أن الضربات العسكرية التي استهدفت محافظة سيستان بلوشستان في إيران أصابت ستة أهداف داخل ثلاث مواقع، متراوحة في عمق الأراضي الإيرانية بين 40 و50 كيلومترا.
وفقًا للبيان الصادر عن وزارة الخارجية الباكستانية، فإن العملية تمت بناءً على معلومات استخباراتية، وأسفرت عن مقتل عدد من الأفراد المصنفين بأنهم “إرهابيون”.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية أن الهجوم الباكستاني أسفر عن مقتل تسعة أشخاص، بينهم ثلاث نساء وأربعة أطفال، كلهم من جنسية باكستانية، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
وفي تطور آخر، استدعت الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال الباكستاني في طهران لتقديم توضيح حول الهجوم، فيما أدان مصدر مطلع من إيران الهجوم ودعا باكستان إلى تقديم توضيح سريع بشأن الحادث.
أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن رئيس الحكومة المؤقتة، أنور الحق كاكار، سيقلص زيارته إلى دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي، نظرًا للتطورات الحالية.
وأكدت الخارجية أن إسلام آباد تحترم بشكل كامل سيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأضافت أن الهدف الوحيد من الإجراءات المتخذة اليوم كان السعي للحفاظ على أمان باكستان والدفاع عن مصالحها الوطنية، التي تعد بالغة الأهمية وتستدعي الحفاظ عليها دون المساس بها.
عرض وساطة
في ظل التصاعد الحالي للتوترات، قدمت الصين عرضًا للوساطة بين باكستان وإيران، حيث أعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، في مؤتمر صحفي دوري عن أمل الصين الصادق في أن يكون الطرفان قادرين على التهدئة وممارسة ضبط النفس، مع التجنب من تصعيد التوتر. وأشارت إلى استعداد الصين للقيام بدور بنّاء في تخفيف التوتر في حال توجد رغبة من الطرفين في ذلك.
وكانت باكستان قد حذرت إيران من “عواقب وخيمة” بعد إعلان طهران استهدافها بوسائل متقدمة، مزعمة استخدامهما من قبل جماعة “جيش العدل” المسلحة داخل الأراضي الباكستانية.
أسفرت الضربات الإيرانية داخل الحدود الباكستانية عن تدمير قاعدتين تستخدمهما جماعة “جيش العدل”، وفقًا لوكالة تسنيم الإيرانية. وفي سياق متصل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية، ممتاز زهرة بلوش، أن الهجوم أسفر عن “مقتل طفلين بريئين وإصابة 3 فتيات”.
تُعتبر جماعة “جيش العدل” المسؤولة سابقًا عن هجمات في جنوب شرق إيران، وتُصنف على أنها “منظمة إرهابية” من قبل الولايات المتحدة وإيران. يأتي هذا في سياق تصاعد التوترات بين باكستان وإيران، حيث استدعت إسلام آباد سفيرها من طهران، وتشهد العلاقات بين البلدين تبادلًا متكررًا للاتهامات بتسهيل هجمات عبر الحدود.