تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله: استعدادات لاجتياح بري وغارات مكثفة
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء عن استعداده لاجتياح لبنان، فيما استمر في شن غارات مكثفة أدت إلى سقوط عشرات الضحايا. في المقابل، أفاد حزب الله بأنه استهدف مواقع حساسة، بما في ذلك مقر الموساد في ضواحي تل أبيب ومصنع مواد متفجرة جنوب حيفا.
وأكد رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن الطائرات الإسرائيلية تنفذ ضربات متواصلة على الأراضي اللبنانية، مشيرًا إلى أن الجيش يستعد لعملية برية بهدف إعادة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم بسلام. وأوضح أن الجيش يجهز للدخول البري إلى المناطق التي حولها حزب الله إلى معسكرات عسكرية، مؤكدًا أن الحزب وسّع دائرة هجماته وسيتلقى ردًا قويًا.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر مطلعة أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر سيناقش تفويض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت لتنفيذ مناورات برية في لبنان. كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن استدعاء لواءين من قوات الاحتياط إلى جبهة لبنان لدعم العمليات القتالية ضد حزب الله وتأمين عودة آمنة لسكان الشمال.
وتحت ذريعة إبعاد حزب الله عن الحدود، شنت إسرائيل، منذ الاثنين، أوسع هجوم على لبنان منذ حرب 2006، مما أسفر عن مقتل المئات ونزوح عشرات الآلاف من السكان.
خطة الحزام الأمني
وتعليقًا على استدعاء لواءي الاحتياط، أشار الخبير الأمني والعسكري أسامة خالد إلى أن هذه الخطوة تعكس تحويل الجيش الإسرائيلي تركيزه العسكري من جبهة غزة إلى لبنان. وأضاف أن هناك توافقًا بين المستويين السياسي والعسكري لتنفيذ خطة “الحزام الأمني” على الحدود اللبنانية، بهدف دفع قوات حزب الله للتراجع خلف نهر الليطاني وفرض واقع سياسي وأمني جديد، لافتًا إلى أن الغارات الجوية وحدها لا تكفي لحسم المعركة.
وأكد خالد أن استدعاء الفرقة 98 المظلية وقوات الاحتياط يشير إلى احتمال شن توغل بري في أي لحظة مع استمرار سياسة “الأرض المحروقة” من الجو.
غارات مكثفة وضحايا
في هذه الأثناء، كثفت الطائرات الإسرائيلية غاراتها على جنوب لبنان والبقاع، وصولاً إلى بلدة على الطريق بين بيروت وصيدا. وذكر الجيش الإسرائيلي أنه قصف 280 هدفًا تابعًا لحزب الله منذ صباح اليوم، بما في ذلك منصات إطلاق صواريخ استُخدمت في قصف مدينتي صفد ونهاريا.
وفي الوقت نفسه، أفاد وزير الصحة اللبناني بأن القصف الإسرائيلي على جنوب وشرق البلاد أدى إلى مقتل 51 شخصًا وإصابة 223 آخرين اليوم، ليصل إجمالي عدد الضحايا منذ بدء العدوان إلى أكثر من 600 قتيل وما يزيد على ألفي جريح.
ضربات حزب الله
من جهته، نفذ حزب الله اليوم هجمات صاروخية استهدفت مقر الموساد شمال تل أبيب ومواقع عسكرية ومستعمرات إسرائيلية في الجليل. وأكد الحزب أنه أطلق صاروخًا باليستيًا من نوع “قادر 1” على مقر الموساد، فيما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن منظومة الدفاع “مقلاع داود” اعترضت الصاروخ.
وفي تطور لافت، أعلن حزب الله عن استهداف مصنع مواد متفجرة في زخرون جنوب حيفا، وقاعدة “دادو” العسكرية، بالإضافة إلى عدة مستعمرات شمال إسرائيل.
ومع تزايد التصعيد، يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اجتماعًا برئاسة نتنياهو في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب لمناقشة تطورات الوضع.