التدخين السلبي: خطر داهم على صحة الأطفال وضرورة تجنب التعرض له
يشكل التدخين السلبي تهديدًا كبيرًا لصحة الأطفال، حيث يزيد من خطر إصابتهم بأمراض خطيرة قد تصل إلى السرطان، سواء كان التدخين من التبغ أو السجائر الإلكترونية.
وأفاد المركز الاتحادي للتوعية الصحية في ألمانيا أن التدخين السلبي يعرض الأطفال لخطر الإصابة بمجموعة من الأمراض الخطيرة مثل التهابات الأذن الوسطى، الربو، التهاب الرئتين، والتهاب الشعب الهوائية. كما أظهرت نتائج المركز الألماني لأبحاث السرطان أن الأطفال الذين ينشأون في بيئة يتعرضون فيها لدخان التبغ يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بالسرطان، حتى وإن لم يدخنوا في حياتهم لاحقًا.
وأوضح المركز أن الأطفال يتنفسون بمعدل أعلى من البالغين، وهو ما يجعلهم أكثر عرضة للمواد الضارة الموجودة في دخان التبغ، لاسيما الرضع والأطفال الصغار. ومع زيادة معدل التنفس، يتسرب المزيد من السموم إلى رئتيهم. كما أن الجهاز التنفسي ونظام إزالة السموم لدى الأطفال لم يتطور بشكل كامل، مما يجعلهم أكثر تأثرًا بالملوثات التي يتعرضون لها.
وأشار المركز إلى أن التدخين داخل المنزل يجب أن يُتجنب تمامًا، حتى في غياب الأطفال، بسبب ما يُعرف بـ”دخان التبغ البارد”، وهو جزيئات دقيقة تترسب على الأسطح مثل الأثاث والسجاد والملابس، وتتحول في بعض الأحيان إلى مواد مسرطنة. يمكن لهذه الجزيئات أن تنتقل عبر الهواء لتصل إلى الأطفال وتضر بصحتهم.
فيما يتعلق بالسجائر الإلكترونية، أكد البروفيسور هانز يورجن نينتفيتش أن هذه السجائر لا تنتج جميع المواد الضارة الموجودة في دخان التبغ، ولكنها تبقى ضارة سواء للمدخن أو للأطفال الذين يتنفسون البخار المنتشر في الغرفة. وبين أن البخار يحتوي على ملوثات مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهايد، والتي تُصنف ضمن المواد المسرطنة.
وأشار نينتفيتش إلى أن تركيز هذه الملوثات في البخار قد يكون منخفضًا، لكنه لا يعني أنها غير ضارة، فحتى كميات صغيرة من المواد المسرطنة قد تؤدي إلى ضرر صحي.
لذلك، يعد الامتناع عن التدخين في الأماكن التي يتواجد فيها الأطفال، سواء في المنزل أو السيارة أو أي بيئة مغلقة، هو أفضل وسيلة لحمايتهم من مخاطر التدخين السلبي.